عام على الإبادة.. إسرائيل تدمر 85% من المباني المدرسية بغزة وتحرم 625 ألف طفل من التعليم
مر عام على حرب غزة، حُرم خلالها الطلاب من حقهم القانوني في التعليم، وبعضهم قضى نحبه، جراء عدوان غاشم من الاحتلال الإسرائيلي، الذي استهدف بقذائفه ونيرانه، المدارس والمستشفيات، أحد أهم أضلاع تشكيل الإنسان - الصحة والتعليم - ودونهما يهلك المرء، ويعيش في ظلمات الجهل والمرض.
ومع بداية العام الدراسي الجديد 2024-2025، انشغل جميع الأهالي بشراء المستلزمات الدراسية وهم يحملون عبء تجهيز اللانش بوكس، وأما أهالي غزة فكانوا حيارى بسبل توفير الأمن لأطفالهم وقوت يومهم، الذين حرموا من التعليم، بعدما أصبحت مدارسهم ركامًا، حيث دفنت تحتها أحلام الطلاب في تحصيل العلوم وتقلد أفضل المنازل بين العالمين، والبعض الآخر منهم فقد صغاره خلال حرب الإبادة الغاشمة.
منذ بداية الحرب 7 أكتوبر 2023 وحتى 1 أكتوبر 2024، وفقًا لآخر إحصائية للحكومة الفلسطينية، واصل الاحتلال الإسرائيلي حربه على مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية، وقتل ما يزيد عن 685 من طلاب الجامعات في الضفة وغزة، وقتل ما يزيد عن 110 أكاديميين من جامعات غزة، ودمر الاحتلال أكثر من 92 مبنى تابعًا للجامعات بشكل كامل أو جزئي في غزة، واعتدى الاحتلال الإسرائيلي على المدارس والجامعات، والذي أدي إلى تدهور التعليم، واستشهد الكثير من الطلاب، وحرمان الأحياء منهم من الذهاب إلى المدارس والجامعات، حيث تعرضت 72 مدرسة للتخريب، و5 جامعات تعرضت للاقتحامات المتكررة والتخريب والعبث بالمحتويات بالضفة الغربية.
وفي غزة، تعرضت 124 مدرسة حكومية لأضرار بالغة، كما دمرت أكثر من 65 مدرسة حكومية بشكل عام، و126 مدرسة حكومية، و65 مدارس وكالة الغوث حدث بهما قصف وتخريب، كما تعرضت 20 مؤسسة تعليم عالٍ لأضرار بالغة في غزة، وتدمير أكثر من 35 مبنى تابعًا للجامعات بشكل كامل، وتدمير 57 مبنى تابعًا للجامعات بشكل جزئي.
وجراء قصف وتخريب المدارس والجامعات، حرم 88 ألف طالب من الالتحاق بجامعتهم، فيما حرم 630 ألف طالب من الذهاب إلى مدارسهم، وارتقى نحو 75 طالبًا من طلاب الضفة الغربية، ووقع 445 طالبا جريحًا، و217 معتقلًا، أما طلاب الجامعات فاستشهد 34 طالبًا، و123 جريحًا، و216 معتقلًا.
أما قطاع غزة، فكان لها نصيب الأسد من الشهداء، حيث استشهد أكثر من 10449 شهيدًا من طلاب المدارس، وأصيب 16250 طالبًا، ومن بين طلاب الجامعات يوجد أكثر من 660 شهيدًا، و1389 جريحًا، وجاءت تلك الأرقام وفقًا للبيانات المعلنة من قبل وزارة التعليم العالي الفلسطينية.
ووفقًا لمنظمة الأونروا، منذ بداية الحرب عقب عملية طوفان الأقصى تعرضت نحو 85% من المباني المدرسية في غزة للقصف أو التدمير، وهي الآن بحاجة إلى إعادة إعمار أو تأهيلها لتعمل من جديد ومدارس الأونروا ليست استثناء من ذلك، فيما تعرض ما يقرب من 70 % من مدارس الوكالة للقصف والكثير منها تعرض للقصف عدة مرات، وتم تسوية بعضها بالأرض، وتضرر العديد منها بشكل كبير، ونحو 95 % من تلك المدارس تستخدم الآن كملاجئ للنازحين، لتتحول المدارس من ملاذات آمنة لتعليم الأطفال الذين يعيشون تحت الحصار إلى ملاجئ مكتظة بالنازحين، وأصبحت أماكن للموت والبؤس.
أكثر من 625 ألف طالب وطالبة حرموا من التعليم في غزة
وفي تقرير سابق لها، أوضحت الأونروا أن في شهر يوليو الماضي فقط، سجل 21 غارة على المدارس التي تستخدم كمراكز إيواء في أنحاء قطاع غزة، ونتيجة لذلك، واستشهد فيها أكثر من 270 شخصا وأصيب العشرات، وكان من بين الضحايا النساء والأطفال والمسنين وغيرهم من المدنيين، لافتة إلى حرمان كل صبي وفتاة في غزة من طفولتهم وتعليمهم فهناك أكثر من 625.000 طالب وطالبة انقطعوا عن التعليم منذ بدء الحرب، نصفهم كانوا يذهبون إلى مدارس الأونروا، وخسروا جميعهم سنة من التعليم والتعلم بسبب الحرب، ما يعرضهم لخطر أن يصبحوا جيلا ضائعًا، وشهدوا جميعا فظائع لا يمكن تخيلها ولا ينبغي لأي طفل أن يمر بها، تقريبا 7 من كل 10 مدارس تابعة للأونروا في غزة تعرضت للقصف منذ بداية الحرب.