وذكّرهم بأيام الله.. طوفان الأقصى قُبلة الحياة
شهر أكتوبر المجيد يحظى بمكانة خاصة في قلوب العرب والمسلمين بشكل عام والمصريين بشكل خاص، فهو مرتبط في عقيدتنا بالانتصارات العظيمة، حيث لا يخفى على أحد بطولات ضباط وجنود قواتنا المسلحة في السادس من أكتوبر لعام 1973، التي تحطمت وقتها الأساطير والخرافات التي تستند على مقولة "الجيش الذي لا يقهر"، وهذا بفضل الله أولا وأخيرا.
وبعد حوالي 51 عامًا جاءت ثلة قليلة في أراضينا المحتلة تؤمن بالله واليوم الآخر، لتستكمل وتستنهض أرواحنا التي فقدت الأمل ونسيت أو تناست بفعل خارجي هذا النصر العظيم في السادس من أكتوبر، ليأتي ذلك على درب إخوانهم في الجيش المصري بفارق يوم واحد فقط عن الذكرى وهو السابع من أكتوبر لعام 2023، ويُكسر صنم "الجيش العصيّ على الكسر"، والذي يفتخر بصناعته لأقوى دبابة في العالم وهي "الميركافا"، والتي تحطمت على صخرة وعزيمة وقوة أهل غزة بسلاح "ياسين 105"، وأقوى جهاز مخابراتي على مستوى العالم، والذي رأيناه يُهزم في السابع من أكتوبر بعد فشل جهازهم المزعوم على السيطرة والتنبؤ بدخول المقاومين لأراضينا المحتلة بكل سهولة ويسر في ساعات قليلة وأسر المئات وقتل أكثر من 1200 جندي ومغتصب لأراضينا المحتلة.
لست هنا مخولًا بالتحدث عن هذه اللحظات التي تُعد من أعظم لحظات في حياة هذا الجيل، حيث إنني أرى أن هذا الجيل محظوظ بجدارة، لأنه يرى بداية التغيير الاستراتيجي للشرق الأوسط كاملًا.
في تقارير إعلامية عبرية حديثة تحدثت أن المقاومة ما زالت تمتلك صواريخ قادرة على إيلامهم، وأن حركة المقاومة حماس تلملم شملها من جديد وترمم ترسانتها في الأنفاق مرة أخرى، وها أنا ذا أقول إن فكرة المقاومة لا يستطيع أي شخص على وجه الأرض أن يحاربها ولا أن ينتزعها من رأس المظلوم والمقهور، "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
هذه رسالة لكل الخانعين والخاضعين والأذلة الذين يتهمون المقاومة، بأنها أفسدت عليهم دنياهم، ولكنهم فازوا بدينهم وهذه هي سنة الله في الأرض وهي "الابتلاء"، وهذه الأرض المباركة مذكورة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة التي أخبرتنا منذ الآلاف السنين أنها ستعود لنا في يوم من الأيام.
أما بخصوص الآية الكريمة "وذكرهم بأيام الله" فقد قال علماء التفسير أن معناها هو: "ذكرهم بأياديه ونعمه على بني إسرائيل، في إخراجه إياهم من أسر فرعون وقهره وظلمه وغشمه، وإنجائه إياهم من عدوهم، وفلقه لهم البحر، وتظليله إياهم بالغمام، وإنزاله عليهم المن والسلوى، إلى غير ذلك من النعم. قال ذلك مجاهد، وقتادة، وغير واحد".
وقوله: "إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور" أي: إن فيما صنعنا بأوليائنا ببني إسرائيل حين أنقذناهم من يد فرعون، وأنجيناهم مما كانوا فيه من العذاب المهين، لعبرة لكل صبار، أي: في الضراء، شكور، أي: في السراء، كما قال قتادة: نعم العبد، عبد إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر.
سيعود الأقصى إلى أحضاننا، وستزول دولة الاحتلال وستُلقى في مزابل التاريخ، وستحتفل الأجيال القادمة بهذا النصر العظيم.
"ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله"