الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رئيس جامعة الأزهر‏: ما أحوجنا للتذكير بالمجد والبطولة ونحن في نشوة انتصار ‏أكتوبر المجيد

رئيس جامعة الازهر
دين وفتوى
رئيس جامعة الازهر
الإثنين 07/أكتوبر/2024 - 04:50 م

قال الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، إن مسابقة مئذنة الأزهر للشعر، جعلت للشعر ‏مئذنة في الأزهر الشريف تؤذن كل عام فيهوي إليها قلب كل ذي موهبة صادقة على اختلاف ألسنتهم ‏وألوانهم.

وتابع خلال كلمته اليوم في حفل تكريم أوائل الفائزين في مسابقة مئذنة الأزهر للشعر، التي نظمها مركز ‏تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، أنه وإذا كانت مئذنة الشعر هذه تؤذن كل عام، فإن معاهد الأزهر الشريف وكلياته يتردد فيها ‏صوت الشعر ليلا ونهارا، ولا تفتر عن ترداده وحفظه وإنشاده والتمثل به في المحاضرة والمذاكرة، في ‏قاعات الدرس والتحصيل، وفي المحافل والمناسبات الدينية والوطنية، وفي الحكمة حين تخرج من قلب ‏الحكيم، والفرحة حين تشع نورها في القلوب، وعند الألم والأمل، والنصر والظفر، وذلك كله انطلاقًا من ‏تعاليم ديننا وسنة نبينا محمد ﷺ، الذي رفع للبيان لواءه فكان أفصح العرب، وشبه البيان في قوة تأثيره ‏بالسحر فقال:  «إن من الشعر ‏لحكمة وإن من البيان لسحرا».‏

وأكد رئيس جامعة الأزهر، أن الشعر في الأزهر الشريف ‏جامعا وجامعة لا يخبو ضوؤه، ولا ينطفئ سراجه، فهو الكلمة العذبة التي تسكن القلوب، وتضمد ‏الجراح، وتقوي العزائم، وتعين على المروءة ومكارم الأخلاق. وفي هذه الظروف الحالكة والمحن ‏المتتابعة ما أحوجَ الأمة إلى مواهب صادقة تعيد لها حماستها، وتستثير كوامن القوة والمروءة المغروسة ‏في جبلتها، لتبعث في شباب أمتنا روح البطولة والرجولة والفداء؛ وهذا مَأَمٌّ نبيل من مقاصد الشعر في ‏تاريخه الطويل. ‏

رئيس جامعة الأزهر‏ يدعو إلى التذكير بالتاريخ والمجد والبطولة ونحن في نشوة انتصار أكتوبر المجيد

 

وتابع فضيلته أنه من أجل هذا الغرض النبيل ألف العلماء دواوين الحماسة، وكتبوا أسفارا نفيسة في ‏شعر الحماسة؛ لأنه يوقظ الأمة من غفلتها، ويقوي العزائم، ويشحذ الهمم، ويصقل اللسان، ويشجع قلب ‏الجبان؛ ودونَك ديوان الحماسة لأبي تمام الذي جمعه واختاره واصطفاه من شعر العرب في كل غرض ‏من أغراض الشعر كالفخر والغزل والمدح والرثاء، ولكنه سماه ديوان الحماسة باسم باب من أهم أبوابه ‏وهو باب الشعر الذي يتغنى بالبطولة في الحروب وحلاوة الانتصار ويشجع على حماية الأرض ‏والعرض، ويصون كرامة الأمة ويحمى أرضها وسماءها ورجالها وأطفالها ونساءها وشبابها وشيبها، ثم ‏تتابع تأليف العلماء تحت اسم الحماسة، وكثر وطاب، مثل الحماسة البصرية وغيرها، وظلت هذه الروح ‏سارية في أوصال الشعر حتى قال أحد شعرائنا المحدثين: غيري يقول الشعر فضل بلاغة وأنا أريق ‏على جوانبه الدماء.‏

وأشار فضيلته إلى حاجة الأمة إلى الشعر الذي يبعث العزائم من رقدتها، وإلى شعر يبعث في النفوس ‏أنوار الحرية وأشواق الحرية، وأنوار العدل والسلام، وكراهية الظلم والذل والهزيمة، وما أحوجنا إلى كل ‏كلمة جميلة وقلم صادق يدعو الأمة أن تمتلك أسباب القوة بالتفوق العلمي والتفوق العسكري وهما ‏قرينان، حتى تبقى هذه الأمة مرفوعةً هاماتُها لها درعٌ وسيف كما قال الراحل البطل الشهيد الرئيس ‏محمد أنور السادات يوم نصر أكتوبر المجيد عام 1973م، في دنيا لا تكون إلا للغالب ولا تعرف إلا ‏قوة المنتصر، ولا تعطي السلام إلا لمن ملك القوة، وقديما قال المتنبي:‏


أَذاقَني زَمَني بَلوى شَرِقتُ بِها * لَو ذاقَها لَبَكى ما عاشَ وَاِنتَحَبا
وَإِن عَمَرتُ جَعَلتُ الحَربَ والِدَةً * وَالسَمهَرِيَّ أَخًا وَالمَشرَفِيَّ أَبا
بِكُلِّ أَشعَثَ يَلقى المَوتَ مُبتَسِمًا * حَتّى كَأَنَّ لَهُ في قَتلِهِ أَرَبا
فَالمَوتُ أَعذَرُ لي وَالصَبرُ أَجمَلُ بي * وَالبَرُّ أَوسَعُ وَالدُنيا لِمَن غَلَبا ‏
نعم يا أبا الطيب، ونعمة عيني، «والدنيا لمن غلبا»، وصح قولُك وصح لسانُك.‏

وأضاف رئيس جامعة الأزهر: ما أحوجنا أن نذكر التاريخ والمجد والبطولة ونحن في نشوة انتصار ‏أكتوبر المجيد وفي زمن تكالبت علينا الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها، أن نذكرهم بسيدنا رسول ‏الله ﷺ الذي قال عنه صحابتُه الكرام رضي الله عنهم: «كنا إذا حمي الوطيس احتمينا برسول الله ﷺ، ‏وقد مر صلى الله عليه وسلم على قوم يترامون بالنبال أي يتدربون على مهارة الرمي فقال: «ارموا بني ‏إسماعيل؛ فإن أباكم كان راميا». مضيفًا فضيلته: إن العرب أمة الشجاعة والمروءة والبأس، وقد قال أبو ‏تمام: «ومن شك أن الجود والبأس فيهم * كمن شك في أن الفصاحة في نجد». وما أحوجنا إلى الشعر ‏الذي يجمع الأمة ويوحد صفها ويرفع رايتها.‏

وفي ختام كلمته، أكد رئيس جامعة الأزهر أن الشعب المصري متذوق للشعر والأدب الرفيع، يهش ‏للكلمة ويتأثر بها وتروقه وتعجبه، وينقاد لها ويذعن، حتى قال صلاح الدين الأيوبي: «لم أفتح مصر ‏بالسلاح، وإنما فتحتها بقلم القاضي الفاضل»، ودور الأزهر الشريف في تحبيب الشعر والأدب إلى ‏الأمة لا يخفى، حتى كان من علمائه من يجلس إلى عمود من أعمدة الأزهر فيشرح ديوان الحماسة ‏ويشرح كتاب الكامل ويقرأ دواوين الشعر على طلابه ومحبيه من مختلف البلاد، وكذا درس الفقه على ‏المذاهب الأربعة لتأليف المسلمين وجمع كلمتهم ونبذ التعصب لمذهب بعينه، قال الأستاذ أحمد حسن ‏الزيات عن الأزهر:  


‏«رأى صلاحُ الدين أن يؤلف قلوب المسلمين كافة؛ فأجاز تدريس المذاهب الأربعة في الأزهر.. وحفظ ‏الأزهر اللغة من الزوال، وعلومها من الاضمحلال، وظل وحده يرسل أشعة العلم والدين إلى أنحاء العالم ‏الإسلامي، لا يخرج عالم إلا منه، ولا ينبغ كاتب ولا شاعر إلا فيه».‏

تابع مواقعنا