الأربعاء 18 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

القاهرة 24 يحاور والد الشهيد محمد الدرة من تحت القصف بعد عام على الحرب.. والأخير: فقدت 70 شهيدا من عائلتي وغزة تحولت إلى مدينة أشباح

جمال الدرة - والد
أخبار
جمال الدرة - والد الشهيد محمد الدرة
الإثنين 07/أكتوبر/2024 - 08:07 م

حكاية 7 أكتوبر 2023 - المعروفة بطوفان الأقصى.. تاريخ لم ولن ينسى؛ إذ زاد من قوة وصلابة الشعب الفلسطيني وحقه في قضيته العادلة، عملية طوفان الأقصى ستظل عالقة، ليس فقط في أذهان الفلسطينيين والعرب، بل في ذاكرة العالم بأكمله، عملية غيرت وجه المنطقة بالكامل، فتغيرت مصالح وتفككت كيانات راسخة وتقربت شعوب بعدما أهلكتها همومها وأزماتها، وأحيت قضية كادت أن تنسى لجيل كامل على الأقل، قضية أظهرت استماتة وصمود شعب عاش يناضل عشرات السنوات، نيابة عن أمة بأكملها، وذاق أشد معنى للمعاناة والاعتداء الوحشي لحظة وراء أخرى، إنه الشعب الذي يكافح كل شيء لأجل دينه، قيمه، أرضه، وعرضه.

لم تكن القضية الفلسطينية قبل 7 أكتوبر كما صارت بعدها، فضريبة الحق والعدل والعرض يدفع ثمنها الآلاف من الشعب الفلسطيني، بل والملايين، خاصة في غزة، فحسب الأرقام الرسمية استشهد ما يقرب من 42 ألف شخص في غزة، من أصل 2.1 مليون مواطن داخل القطاع، وهو ما يقارب عدد قتلى غزو أمريكا لـ فيتنام!

ذاقت أهالينا ويلات الحرب والدمار من العدوان الإسرائيلي، لم يتركوا شيئا إلا ودمروه، استهدفوا كل ما يمكن وما لا يمكن استهدافه، المدارس، المستشفيات، المساجد، الكنائس، أماكن الإيواء، قتلوا كل حي، ولم يتجاوزا عن النساء، الأطفال، الشيوخ، الحيوانات، لم يرحموا أحدا واستمرار لتاريخهم، فإنهم لن يرحموا، 10 آلاف مفقود، و902 عائلة شُطبت من السجل المدني، منذ حرب 7 أكتوبر.. ماذا بعد؟!

ما يقرب من 400 كيلو متر هي المسافة بين القاهرة وغزة، تستمر الاتصالات يوميا بيني وبين جمال الدرة والد الشهيد الراحل محمد الدرة، والذي حاولنا لقاءه أكثر من مرة دون جدوى، فالوصول والاطمئنان على أي شخص من أهالينا في غزة ليس أمرا متاحا، فانقطاع الكهرباء دائم، إضافة إلى شح البنية التحتية وندرة الماء والغذاء.. إنها مدينة الأشباح، حسب وصف المناضل الفلسطيني كما ذكر لنا في حواره من تحت القصف الإسرائيلي المتواصل، والذي تحدث فيه عن معنى عام من الحرب، ورغم ذلك تمسك بالإجابة على أسئلتنا.. ماذا حدث؟ ومن المخلص؟ ومتى؟؟؟؟؟

  

وإلى نص الحوار:

صف لنا الوضع الحالي في قطاع غزة؟

الوضع الحالي صعب جدا، القصف العنيف علينا وعلى بيوتنا من الطائرات ومدفعية الدبابات لا يتوقف، طائرات الاستطلاع دون طيار ما فارقت سماء غزة، وطائرات الكواد كابتر تطلق الرصاص علينا وتُضرب الناس بالقنابل، والوضع أصبح خطرًا، خاصة بعد مجيء الذكرى الأولى لـ 7 أكتوبر.

 

من 2.1 مليون فلسطيني في غزة.. كم عدد النازحين في القطاع وإلى أين ذهبوا؟

قضية النزوح من مكان إلى آخر داخل قطاع غزة مأساة كبيرة جدا، عندما أخرج العدو الناس من غزة، من شمالها إلى الوسط والجنوب، بدأ النزوح وهم يحملون عزالهم وعفشهم، مع أجور نقل باهظة التكلفة بفعل الحرب، إذ تخطى عدد النازحين المليون ونصف المليون، وبالتأكيد لم ينزح الكل، فالبعض يبقى في مكانه أو يتنقل داخل غزة، وبعد ذلك، طلب الاحتلال من المنطقة الوسطى النزوح إلى رفح وخان يونس، وبعد ذلك طلب النزوح من خان يونس إلى رفح أو دير البلح أو مواصي خان يونس، وهذا بالطبع مسلسل لتفريغ غزة من أهلها، وحاصر شعبنا ببقعة صغيرة جدا وهي دير البلح ومواصي خان يونس.

 

وهل قلت ضربات العدو الصهيوني بعد فتح جبهة جديدة في لبنان؟

لم تقل الضربات التي يطلقها العدو الصهيوني بعد فتح جبهة في لبنان، ما زال الاحتلال يرتكب المجازر في حق شعبي الفلسطيني، ولا يتوانى عن إلقاء أطنان من الصواريخ على بيوت الناس الآمنة، وكذا لا يتوقف أبدا عن تجريف الأراضي والأشجار ويقتل الطير ويمحوا الحجر، حتى أصبحت مدننا عبارة عن مدينة أشباح.

خريطة غزة تحت الاحتلال

وكيف ترى الأحداث بعد مرور 365 يوما على الحرب؟ 

عام كامل مر على الحرب، نموت يوميا مليار مرة، ونحن على مدار الوقت وطوال العام نسمع أصوات طائرات الاستطلاع دون طيار، وكذا الطائرات الحربية وهي تقصف مربعاتنا السكنية والبيوت في كل مكان، ونتوقع كل دقيقة وكل ثانية أننا شهداء، لا نعرف النوم، ننام لثوانٍ ونجلس على صوت القصف العنيف، وما زالت المجازر مستمرة.

 

وماذا عن إمكانية دخول مواد غذائية وأدوية إلى القطاع؟

نحن في قطاع غزة، وخاصة في حالة الحرب، نحتاج إلى الكثير من الأدوية والعلاجات والعقاقير الطبية في ظل العدوان، والعدو يحاول بكل السبل والطرق قتل شعبنا بتضييق الخناق عليه، وفرض الحصار بمنع دخول الأدوية والمواد الغذائية، حتى المنظفات لم تدخل غزة.

 

وما مصير المدن الفلسطينية الأخرى مع استمرار حرب الإبادة؟ 

كل المدن الفلسطينية والأماكن الأثرية سويت بالأرض، وكذلك مدينة خان يونس دمرت وأصبحت عبارة عن صحراء، وكذلك في رفح تم تدمير كل الأماكن التي دخلها الاحتلال الصهيوني.

 

نعرف أنك فقدت الكثير شهداءً من عائلتك.. ماذا عنهم؟

نعم فقدت الكثير، إذ لدينا أكثر من 70 شهيدا من العائلة، نتيجة تدمير منازلنا بأطنان المتفجرات، واستشهد أخي نائل وزوجته، وأخي إياد وابنته، وابني أحمد جمال الدرة وهو شاب لم يتجاوز 33 عاما، ومات في ذكرى استشهاد ابني محمد.

 

وما ماهية المنشورات التي تلقيها عليكم قوات الاحتلال؟ 

المنشورات التي تلقيها الطائرات علينا تطلب من سكان الأماكن إخلاءها، ومرفق إليكم هذا المنشور الذي رماه علينا العدو اليوم في البريج والنصيرات، يطالبنا بإخلاء مخيمات بريج والنصيرات، من أجل محاربة حماس - كما يدعون دائما.

منشورات قوات الاحتلال
تابع مواقعنا