بعد عام من العدوان.. طوفان الأقصى في عيون الغزاويين
أنت كغزاوي شو إحساسك في يوم 7 أكتوبر؟.. طُرِحَ هذا التساؤل من قِبل واحد من أهل غزة يُدعى باسم عثمان في منشور له عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تزامنًا مع مرور عام على أحداث طوفان الأقصى، والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي راح ضحيته أكثر من 41 ألف شهيد في القطاع، وأكثر من 96 ألف جريح، بحسب إحصائيات وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
وأثار المنشور جدلًا كبيرًا ما بين مستخدمي مواقع التواصل، وحمل المنشورُ تعليقاتٍ حزينة من قِبل أهالي قطاع غزة، إذ أجابت عليه فلسطين بدر، إحدى مواطنات غزة بطرح سؤالًا آخر استنكاريٍ، قائلة: شو يعني إحساس أصلًا؟! أما سامح الكيلاني، وصف إحساسه بأنه إحساسٌ ممزوج بالحسرة والضياع، إذ اختلت عقولهم وفُطِرتْ قلوبهم من كثرة الأوجاع وفَقدِ الأحِبة.
صحينا ومن يومها ما نمنا.. هكذا رأى عدي أحمد أحد سكان قطاع غزة عملية طوفان الأقصى، وما ترتب عليها مِن ردٍ إسرائيلي غاشم، بدأ منذ عام ولا يزال مستمرًا حتى هذه اللحظة، عدي ليس الوحيد الذي يرى أن طوفان الأقصى والسابع من أكتوبر كان يومًا نهاره انتصار وليلهُ عزاء طويل لم ينتهِ حتى هذه اللحظة.
أما أحمد صقر يقول واصفًا الفواجع التي تتوالى بفعل مجازر الاحتلال الإسرائيلي: إحساسنا لا يُوصف، ولا يكتب، ولا يحكى، وبننتظر كل لحظة تنتهي فيها هالمعاناة، أو ربنا يكرمنا ونغادر غزة.
في المقابل، يخرج صوتٌ مؤيد للمقاومة أيًا كانت تكلفتها، إذ يرى جابر هنداوي أحد نشطاء فيسبوك: وقبل 7 أكتوبر يعني كانوا في نعيم؟ إسرائيل قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين قبل 7 أكتوبر وشردتهم لاجئين في دول مجاورة، ربما 7 أكتوبر جعل العالم يلتفت لقضيتهم التي قتلتها إسرائيل بسببها كل يوم في صمت تام، واتفق معه حساب يحمل اسم جريب الحاو، قائلًا: من كانت هجرته إلى الله فهجرته إلى الله ورسوله، ضريبة الدين، أما العملاء الخونة والعلماء السحرة فسيُفضحون في الدنيا قبل الآخرة.
استشهاد 16.927 طفلا و171 رضيعا
ووَفق ما رصده مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، فإن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب أكثر من 3.654 مجزرة ضد المدنيين في غزة، وبلغت حصيلة الشهداء نحو 41.870 شهيدًا، حتى تاريخه، غالبيتهم من النساء والأطفال، وتم تسجيل 10.000 مفقود ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، إذ منع الاحتلال وصولَ طواقم الإسعاف والدفاع المدني إلى الجرحى والمصابين والمفقودين.
وخلال عام من الحرب استشهد 16.927 طفلا، واستشهد 171 رضيعا في حرب الإبادة الجماعية، كما استشهدت 902 عائلة فلسطينية قتل الاحتلال جميع أفرادها، فشُطِبَت من السجل المدني.
ووَفقًا لإحصائية مرصد الأزهر، واستنادًا لسجلات وزارة الصحة الفلسطينية، استشهد خلال عام 63 طفلًا نتيجة المجاعة التي ضربت، وما زالت، غزة، كما استشهدت 11.487 امرأة، واستشهد 986 فردًا من الطواقم الطبية، واستشهد 175 صحفيًا.
35 مليار دولار خسائر غزة خلال عام
وخلال عام كامل، استهدف الاحتلال 187 مركزًا للإيواء؛ ما يعني أنه لا مكان آمن في غزة، كما نتج عن عام من الحرب وجود 25.973 طفلًا فلسطينيًا في غزة يعيشون دون أبويهم أو أحدهما، ووصل عدد المهجّرين داخل القطاع إلى مليوني نازح في عام، وما زال التهجير مستمرًا.
كما أوضحت إحصائية مرصد الأزهر، أنه خلال عام ألقى الاحتلال 85.000 طن متفجرات على قطاع غزة، ودمر أكثر من 85% من المنازل والمباني والبُنى التحتية، كما تم تدمير 150.000 وحدة سكنية تدميرًا كاملًا، وتم إخراج 34 مستشفًى من الخدمة، وإخراج 80 مركزًا صحيًا من الخدمة.
وخلال عام من الحرب على قطاع غزة، دمَّر الاحتلال 814 مسجدًا من أصل 1.245 مسجدًا في القطاع، ودمر ثلاث كنائس، ودمر 206 مواقع أثرية وتراثية، ووصلت الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة على غزة إلى أكثر من 35 مليار دولار.
أمريكا تقدم مساعدات عسكرية قياسية لإسرائيل
توحش جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب على قطاع غزة، بمساعدات غربية، إذ أنفقت الولايات المتحدة مبلغا قياسيا بلغ 17.9 مليار دولار على الأقل على المساعدات العسكرية لإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة والتي أدت إلى تصعيد الصراع في الشرق الأوسط، وَفقا لتقرير لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون والذي صدر في الذكرى السنوية لطوفان الأقصى.
وتعتبر إسرائيل أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأمريكية في التاريخ، إذ حصلت على 251.2 مليار دولار بالدولار المعدل حسب التضخم منذ عام 1959، حسبما أوردت وكالة أسوشيتد برس.
ومع ذلك، فإن مبلغ 17.9 مليار دولار الذي تم إنفاقه منذ 7 أكتوبر 2023، بالدولار المعدل حسب التضخم، هو أكبر مساعدات عسكرية تُرسل إلى إسرائيل في عام واحد.
وتشمل المساعدات الأمريكية منذ بدء الحرب على غزة التمويل العسكري، ومبيعات الأسلحة، وما لا يقل عن 4.4 مليار دولار من السحب من المخزونات الأمريكية، والمعدات المستعملة.
كانت أغلب الأسلحة الأمريكية التي تم تسليمها خلال العام عبارة عن ذخائر، بدءًا من قذائف المدفعية إلى القنابل الخارقة للتحصينات التي يصل وزنها إلى 2000 رطل والقنابل الموجهة بدقة.
وتتراوح النفقات ما بين 4 مليارات دولار لتجديد أنظمة الدفاع الصاروخي القبة الحديدية ومقلاع داود في إسرائيل إلى توفير المال اللازم لشراء البنادق ووقود الطائرات، بحسب وكالة أسوشيتد برس.