دراسة: طبقة الأوزون قد تستعيد مستوياتها الطبيعية بحلول عام 2045
بعد مرور ما يقرب من 40 عامًا على اكتشاف العلماء لثقب الأوزون، بدأت تظهر علامات واعدة لتعافي حماية الشمس لكوكب الأرض، وفقًا لدراسة أجراها مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا، حيث وصلت تركيزات الأوزون فوق القطب الشمالي في مارس الماضي إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.
طبقة الأوزون قد تستعيد مستوياتها الطبيعية بحلول عام 2045
وبحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أكد خبراء ناسا أن هناك عوامل مثل الطقس الدافئ والتيار النفاث الأبطأ ساهمت في زيادة سمك طبقة الأوزون بنسبة 14.5% مقارنة بمتوسط ما بعد عام 1980، ويعتقد الباحثون أن حظر مركبات الكلوروفلوروكربون بموجب بروتوكول مونتريال لعام 1989 ساعد في وضع طبقة الأوزون على مسار التعافي الكامل بحلول عام 2045.
وأكد الدكتور بول نيومان، المؤلف الرئيسي للدراسة أن زيادة الأوزون هي قصة إيجابية لأنها مفيدة للبيئة وتؤكد نجاح بروتوكول مونتريال في تحقيق نتائج إيجابية، وتلعب طبقة الأوزون دورًا حاسمًا في حماية الحياة على الأرض عن طريق امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
ويُذكر أن اكتشف العلماء في عام 1985 أن الأنشطة البشرية أوجدت ثقبًا في طبقة الأوزون فوق القطبين، وعلى الرغم من حظر استخدام مركبات الكلوروفلوروكربون عام 1989، إلا أن التعافي الكامل للطبقة لم يتم بعد، ومع ذلك في مارس 2024، أظهر قياس سمك طبقة الأوزون فوق القطب الشمالي باستخدام وحدات دوبسون أنه بلغ متوسطًا شهريًا قدره 477 وحدة، وهو أعلى بمقدار 60 وحدة من متوسط الفترة بين 1979 و2023، محققًا رقمًا قياسيًا جديدًا بلغ 499 وحدة في 12 مارس.
مؤشر الأشعة فوق البنفسجية في القطب الشمالي
وأوضح الباحثون أن مستويات الأوزون استمرت في تسجيل أرقام قياسية خلال الأشهر التالية، مما يخفف من تعرض الحياة على الأرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة، وفي هذا السياق، قدر الباحثون أن مؤشر الأشعة فوق البنفسجية في القطب الشمالي كان أقل بنسبة تتراوح بين 6 و7% في مارس، مقارنة بالسنوات السابقة.
ويرى الباحثون أن أنظمة الطقس العالمية ساهمت في هذا التعافي، فقد تسببت موجات روسبي، التي تحركت عبر الغلاف الجوي العلوي خلال الشتاء، في إبطاء التيار النفاث الذي يدور حول القطب الشمالي، مما يسمح بتدفق الأوزون من مناطق أخرى إلى القطب.
وأشار الدكتور نيومان إلى أن الارتفاع القياسي لم يكن ليحدث لولا التدخل البشري، ويعتقد أن تغير المناخ يؤثر على قوة واستقرار الدوامة القطبية، مما يدعم التعافي المتوقع لطبقة الأوزون.
وفي نصف الكرة الجنوبي، وجد العلماء أن ثقب الأوزون ظهر في وقت متأخر وكان أصغر من المتوسط بسبب ضعف الدوامة القطبية، وهذه النتائج تشير إلى أن طبقة الأوزون قد تستعيد مستوياتها الطبيعية بحلول عام 2045، مع احتمال رؤية المزيد من الأرقام القياسية في المستقبل.