مخالفات بالجُملة.. مصادر بالبترول تكشف أسباب وفاة مهندس خلال التجهيز لحفر أحد الآبار
كشفت مصادر من الهيئة العامة للبترول وشركتي الحفر وخالدة للبترول، عن نتائج التحقيقات الداخلية بشأن وفاة أحد المهندسين في موقع عمل يتبع شركة خالدة للبترول وشركة الحفر المصرية وشركة أباتشي الأمريكية في أحد أماكن الحفر بمدينة العملين.
وأوضحت المصادر، أن التحقيق الداخلي الذي أجرته لجنة مشكلة بقرار من رئيس الهيئة العامة للبترول، خلص إلى وجود قصور داخلي في إجراءات السلامة التي نتج عنها الحادث المأسوي نتيجة سقوط بلكونة درك (بريمة) معدنية ضخمة على أحد المهندسين يدعى محمود سعيد، يبلغ من العمر 28 عاما، بوزن 5 أطنان، ما أدى لكسور شديدة نتج عنها وفاته بعد نحو ساعتين.
وأكدت المصادر أن تقرير اللجنة سيتم رفعه لوزارة البترول وجهات التحقيق، والقرار القضائي الذي سيصدر فإن الشركات على استعداد تام لتنفيذه.
وشدد التقرير الذي تم إعداده من اللجنة المشكلة للتحقيق في الحادث، على الشركات بعدم تكرار هذه الحوادث ومنحهم مدة زمنية لتنفيذ خطط وتوصيات اللجنة وتلافي الملاحظات الواردة.
وكشف تقرير اللجنة، أنه خلال مراجعة تصريح العمل الخاص بشركة أدرياتيك (التي تعمل ضمن المشروع التابع للشركات) تلاحظ عدم وجود نموذج تحليل المخاطر الخاص بشركة أدرياتيك، وكان النموذج المستخدم هو النموذج الخاص بشركة الحفر المصرية والذي تمت مراجعته والموافقة عليه من قبل مشرف العمل بشركة أدرياتيك، والذي يفتقر إلى وجود بعض الاحتياطات الهامة والخطيرة مثل مخاطر الكهرباء والعمل على ارتفاعات وفحص المعدات قبل العمل وغيرها من المخاطر والاحتياطات الخاصة بها.
وتبين للجنة التحقيق عدم وجود مشرف للعمل، حيث إن الشخص المسجل في التصريح كمشرف للعمل هو نفسه الشخص القائم بالفحص الخاص بشركة أدرياتيك -المتوفى-، ما يعكس عدم وجود إشراف أو متابعة من كلا الشركتين سواء شركة الحفر المصرية أو شركة أدرياتيك.
وتبين وجود مراجعة على منظومة تصاريح العمل الخاصة بشركة الحفر المصرية من مسؤول سلامة عمليات الحفر بشركة أباتشي، وبالفحص من لجنة التحقيق تبين أن هناك ملاحظات على منظومة تصاريح العمل.
أسباب الحادث:
الأسباب المباشرة:
عدم اتزان بلكونة الدرك نتيجة استخدام قواعد خشبية عريضة ذو أحجام وارتفاعات مختلفة وبطريقة غير معتمدة وغير آمنة، ومع صعود فريق عمل شركة أدرياتيك على الإطار المعدني الرأسي من الجانبين اليمين واليسار، ما أدى إلى زيادة فرصة عدم اتزان بلكونة الدرك وانقلابها.
الأسباب غير المباشرة:
- لا يوجد إجراءات محددة ومعتمدة من قبل المصنع أو من قبل شركة الحفر المصرية لتأمين بلكونة الدرك عند وضعها على الأرض، وهو الوضع الدائم الذي يتم إنزال البلكونة عليه لتسهيل عملية الفحص.
- نموذج تحليل المخاطر الخاص بعمليات نقل وإنزال بلكونة الدرك لا يشتمل على إجراءات فحص ملائمة طبيعة الأرض للحمل، أو أي إجراءات من شأنها التأكد من اتزان بلكونة الدرك عقب إنزالها ووضعها على الأرض لا توجد طريقة علمية لبحث الاتزان.
- قيام فريقي عمل الشركتين مختلفتين أربعة أفراد بالعمل على بلكونة الدرك الغير مؤمنة في كافة اتجاهاتها وبدون تنسيق مسبق، ما ساعد على التأثير سلبا على اتزانها وسلامة العمل عليها.
- عدم استخدام سلطة إيقاف العمل من خلال فريق عمل شركة سيتكور أو فريق عمل إنزال بلكونة الدرك أو فريق شركة أدرياتيك، رغم استشعارهم جميعًا عدم اتزان بلكونة الدرك على الأرض، بسبب قلة خبرة ودراية فريقا الفحص الخاص بشركتي الفحص وتبين ذلك في تجاهل بند اتزان بلكونة الدرك خلال الفحص.
- ضعف نموذج تحليل المخاطر الخاص بشركة أدرياتيك فما يخص فحص بلكونة الدرك أو العمل على ارتفاعات، حيث إن الكثير من المخاطر والاحتياطات غير مدرجة فيه.
ومن الأسباب الجذرية:
- ضعف منظومة الإشراف العام والإشراف على المقاولين والتي تتمثل في عدم وجود إشراف كافي خلال تنفيذ الأعمال، خصوصًا الأعمال التي يتم تنفيذها من خلال مقاولي شركة الحفر المصرية بالرغم من التأكيد على ذلك في تصريح العمل الصادر.
- وجود قصور واضح من قبل شركة الحفر المصرية في تطبيق منظومة إدارة المقاولين الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للبترول، حيث إن المقاول -شركة أدرياتيك- ليس لديها نظام لتحديد وتحليل المخاطر ووضع الإجراءات اللازمة للتحكم في الأعمال.
- وجود قصور واضح في تطبيق نظام فحص معدات الطوارئ والإخلاء الطبي من قبل شركة الحفر المصرية، مع وجود قصور في نظام الإشراف على معدات سيارة الإسعاف والإخلاء الطبي من قبل شركة خالدة للبترول، حيث تبين من التحقيقات وجود عطل في وحدة إمداد الطاقة الخاصة بسيارة الإسعاف والتي نتج عنها توقف الكثير من معدات وأجهزة سيارة الإسعاف، وتم اكتشافها جميعًا خلال التحقيقات كنتيجة لملاحظات طبيب جهاز الحفر 75 EDC عند نقل المتوفى إلى مستشفى العلمين.
- ضعف منظومة توعية العاملين بقواعد الحفاظ على الحياة لرفع ثقافة السلامة.
التوصيات
- دراسة عدم القيام بأي أعمال إضافية كعمليات الفحص خلال عمليات تفكيك ونقل أجهزة الحفر والصيانة كونها من أخطر العمليات على البشر، على أن يتم التصريح بالأعمال الإضافية بعد نقل أجهزة الحفر والصيانة إلى الموقع الجديد وذلك لسهولة متابعة الأعمال ما يقلل من وقوع الحوادث.
- التحكم في الأعمال المتزامنة بوجود إجراءات وتعليمات مكتوبة بخطوات العمل مع توضيح الأدوار والمسؤوليات لكل خطوة خلال العمليات مع ضرورة وجود مشرف للأعمال.
- ضرورة قيام مسؤولي شركة الحفر المصرية بالتنبيه بالتأكد من أن جميع معدات المقاولين والتي تستخدم على أجهزة الحفر وصيانة الآبار، يتم فحصها بشكل دوري ولديها شهادات الفحص وبيانات الصيانة اللازمة التي تؤهلها للعمل بالمواقع المختلفة بأمان.
وقالت شروق زوجة المهندس محمود سعيد لـ القاهرة 24، إنها تواصل الإجراءات القانونية ومقاضاة الشركات التي تسببت بإهمالها في وفاة زوجها.