مرض غامض يثير قلق الأهالي في أطفيح.. والصحة تعلق
يشكو أهالي قرية القبابات التابعة لمركز أطفيح بمحافظة الجيزة، من انتشار أعراض مرض غامض بينهم منذ أكثر من أسبوعين، تتراوح بين آلام في العظام وارتفاع في درجة الحرارة وسعال، وفي بعض الحالات إسهال أو قيء، ما أثار تساؤلات حول ما وراءها، وما إذا كانت نزلات برد عادية أم فيروسًا متحورًا، أم تلوثًا في مياه الشرب، كما حدث سابقًا في قريتي أبو الريش بحري ودراو بأسوان.
تسجيل صوتي يحذر من مياه الشرب يثير القلق
كانت البداية بتلقي سعيد سليمان، أحد أهالي القرية، تسجيلًا صوتيًا متداولًا عبر مجموعات تطبيق واتساب، يحذر من شرب مياه الصنبور أيام الأحد والإثنين والثلاثاء، ويدعو الأهالي إلى الاعتماد على المياه المعدنية فقط، تجنبًا للإصابة بالأعراض المنتشرة، واستند التسجيل إلى تصريح غير مسمى من مسؤول بشركة مياه الشرب.
وأوضح سعيد سليمان، في تصريحاته لـ القاهرة 24، أن هذا التسجيل أثار حالة من الجدل بين الأهالي، تزامنًا مع انتشار أعراض شبيهة بنزلات البرد، تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة والسعال، وتستمر لعدة أيام ثم يتعافى المصاب.
لا إحصائية بالإصابات
وأشار إلى أنه نفسه أصيب بهذه الأعراض منذ أربعة أيام، وبدأ في التعافي اليوم الخميس، لافتًا إلى انتقال العدوى إلى نجله، وقبلها أصيبت حفيدته الصغيرة بنفس الأعراض.
وعلى الرغم من عدم توفر إحصائيات دقيقة حول عدد الإصابات، إلا أن سليمان أشار إلى الزحام الذي شهدته العيادات الخاصة والصيدليات في القرية، مضيفا أن المستشفيات أو الوحدات الصحية التابعة للقرية لم تسجل أي من هذه الإصابات، حيث إن الأعراض لم تستدعِ دخول المستشفى.
أعراض مرض غامض بين أهالي القبابات وكفر الواصلين
من جانبه، أكد مسعد جبر، أحد أهالي القرية، انتشار أعراض تتمثل في آلام العظام، إسهال وقيء، وارتفاع في درجة الحرارة بين أهالي قرية القبابات وكفر الواصلين فقط، معتبرا أن السبب قد يكون فيروسًا متحورًا جديدًا من كورونا أو تلوثًا في المياه، كما حدث في أسوان.
وأضاف جبر، في حديثه لـ القاهرة 24، أن فريقًا من وزارة الصحة والسكان، زار القرية وسحب عينات من مياه الشرب لتحليلها، إلا أنهم لم يعلنوا عن نتائج هذه العينات حتى الآن، ما زاد من حالة القلق بين الأهالي، وسط تزايد في أعداد الإصابات بحسب زعمه، مؤكدا أن أغلب العلاجات تتضمن محاليل ومضادات حيوية.
الصحة تسحب عينات من المياه وتكشف حقيقة المرض
وسط هذه المخاوف، أجرى فريق من قطاع الطب الوقائي التابع لوزارة الصحة سحبا فوريا لعينات مياه الشرب من بعض منازل الأهالي لتحليلها، كما راجع سجلات المستشفيات والوحدات الصحية لتقصي الوضع.
وأفادت مصادر مطلعة في قطاع الطب الوقائي، لـ القاهرة 24، بأن الأعراض المنتشرة ليست إلا نزلات برد عادية نتيجة تغير الفصول، ولا توجد أي دلائل على تلوث في المياه.
في السياق نفسه، نفت الدكتورة أمل رشدي مدير الشؤون الصحية بمحافظة الجيزة، وجود أي تلوث في مياه الشرب بالقرية أو انتشار لمرض وبائي أو غامض كما يروج البعض، مؤكدة في تصريحاتها لـ القاهرة 24 أنه تم إرسال فرق من الطب الوقائي إلى القرية، وسحب عينات من المياه، بالإضافة إلى مراجعة سجلات المستشفيات والوحدات الصحية، ولم تُظهر أي زيادة ملحوظة في أعداد المرضى أو أي إشارات إلى تلوث في المياه، وما يحدث هو مجرد نزلات برد عادية، ولا يوجد ما يدعو للقلق.