تحت القصف.. مدرب كرة قدم إسباني يرفض مغادرة لبنان: تعلمت الصمود من شعب مزقته الأزمات
على بعد أميال فقط من ضواحي العاصمة اللبنانية بيروت التي تشهد قصف إسرائيلي مستمر، يتحدى مدرب كرة قدم إسباني الخطر، ويدرب الأطفال اللبنانيين وسط فوضى الحرب.
مدرب كرة قدم إسباني يرفض مغادرة لبنان لهذا السبب
يقول الإسباني باكو أروجو، في تصريحات لصحيفة ريليفو الإسبانية، إن قرار البقاء في لبنان، جاء نتاجًا للصمود الذي تعلمه خلال 13 عامًا قضاها في لبنان الذي مزقه الأزمات.
وتابع باكو: قبل أيام، تواصل معي أحد أولياء الأمور متسائلًا عما إذا كان هناك تدريب أم لا، وحينها قولت في نفسي؛ كيف يمكن أن يكون هناك تدريب بينما كانت القنابل تقصف المدينة الليلة الماضية؟ لكن عندما ترى أطفالًا في سن 6 أو 7 سنوات، وأهاليهم يقدمون لهم الحافز للاستمرار رغم كل شيء، لم أتردد، واستكملت التدريبات.
وأشار باكو، إلى أنه يقوم بتدريب الفريق حاليا في مخيم الحازمية على مشارف بيروت، حيث لم يعد معسكرهم الآخر الواقع بالقرب من ضاحية الضاحية التي تعرضت لقصف شديد آمنا.
وتابع: انخفض معدل حضور التدريب، حيث فر العديد من العائلات من البلاد أو انتقلت إلى مناطق أكثر أمانًا، كما نزحت أسر أخرى من البلاد إثر القصف الإسرائيلي على لبنان.
يقول: لقد تعلمت الصبر والصمود من الشعب اللبناني، وهو ما يعكس قدرته على النهوض من تحت الرماد بعد الحرب والاحتجاجات والأزمات الاقتصادية وانفجار بيروت المدمر عام 2020، لقد أظهروا لي كيفية الاستمرار في مواجهة الشدائد، ولقد اعتمدت هذه العقلية، إذا تمكنا من مواصلة التدريب تحت القصف والقنابل على بعد 4 أو 5 كيلومترات فقط، مضيفًا أن الأطفال يشعرون بسعادة، اقتنصوها من قلب الحرب، باحثين عن حلم الالتحاق بأندية برشلونة وريال مدريد، حيث لا يزال لديهم أمل.
وتعقيبا على بقاء باكو، قال محمد فاجور، أحد أولياء الأمور: تساعد الرياضة الأطفال في العثور على القليل من الحياة الطبيعية بينما تظل المدارس مغلقة، نحن ممتنون جدًا لبقاء المدرب الإسباني باكو عندما غادر الجميع، لقد عرضت عليه الحكومة الإسبانية الإخلاء، لكنه اختار البقاء ولم يفوت موعد تدريب واحد.