تطورات السفر في مصر: مشروعات حكومية تعيد تشكيل القطاع السياحي

تشهد مصر طفرة كبيرة في قطاع السفر والسياحة مع نهاية عام 2024، حيث أطلقت الحكومة سلسلة من المشروعات الضخمة التي تهدف إلى تعزيز هذا القطاع وجذب الملايين من السياح، ويقود هذه الجهود وزير السياحة والآثار، ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى وضع مصر في مصاف الدول الرائدة في السياحة على مستوى العالم.

خطة طموحة لجذب 30 مليون سائح سنويًا: وضعت الحكومة هدفًا طموحًا يتمثل في جذب 30 مليون سائح بحلول عام 2028، ولتحقيق هذا الهدف، تم إطلاق العديد من المشاريع الكبرى التي تتضمن تطوير البنية التحتية، وتسهيل وصول السياح عبر تعزيز التعاون مع شركات الطيران الدولية، ووفقًا لتصريحات وزير السياحة: نحن نسعى لزيادة استيعاب مصر للسياح من خلال مشروعات نوعية وتحسين مستوى الخدمات بشكل يتناسب مع تطلعات السياح العالميين.

مشروعات البنية التحتية: واحدة من أكبر الخطوات التي اتخذتها الحكومة هي تطوير المطارات الدولية، ومن أبرز تلك المشروعات هو مطار سفنكس الدولي، الذي تم توسيع قدراته لزيادة عدد الرحلات الجوية وتقليل الضغط عن مطار القاهرة الدولي، ومطار سفنكس الجديد يقع على مقربة من الأهرامات والمعالم الأثرية الرئيسية، مما يجعله نقطة استقبال رئيسية للسياح القادمين لزيارة هذه الأماكن الشهيرة.

في حديث له، أوضح رئيس هيئة تنشيط السياحة، أن تطوير البنية التحتية لم يكن يقتصر على المطارات فقط، بل شمل أيضًا زيادة الطاقة الفندقية في مصر، حيث تم إضافة آلاف الغرف الفندقية الجديدة بحلول نهاية عام 2024، خاصة في المدن السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ.

المتحف المصري الكبير GEM: يأتي ضمن المشاريع الضخمة التي تُعيد تشكيل القطاع السياحي في مصر افتتاح المتحف المصري الكبير، ويُعد هذا المتحف، الذي تبلغ تكلفته مليار دولار، من أكبر المتاحف الأثرية في العالم، ويُنتظر أن يجذب المتحف ملايين السياح سنويًا بعرضه لمجموعة من القطع الأثرية النادرة التي لم تُعرض من قبل، بما في ذلك تمثال الملك رمسيس الثاني الضخم وكنوز الملك توت عنخ آمون، وقد أشار الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري، إلى أن المتحف المصري الكبير سيكون نقطة جذب عالمية، ليس فقط للسياح، بل أيضًا للباحثين وعشاق التاريخ.

تقنيات حديثة في المطارات: تزامنًا مع هذه التطورات، أدخلت الحكومة تقنيات حديثة في مطارات مصر لتسهيل إجراءات السفر وتقديم تجربة أفضل للسياح، على سبيل المثال، تم تطبيق أنظمة الحجز الإلكتروني المتطورة التي تتيح للسياح إتمام إجراءاتهم بسهولة عبر الإنترنت، ووفقًا لمدير مطار الغردقة الدولي: التحول الرقمي الكامل في مطاراتنا سيُحدث ثورة في قطاع السياحة، حيث نضمن تدفق السائحين بدون أي عوائق وتعزيز راحتهم.

التحسينات في وسائل النقل: إلى جانب تطوير المطارات، عملت الحكومة على تحديث وسائل النقل داخل المدن السياحية وخارجها، وتم تعزيز شبكات الطرق الرئيسية المؤدية إلى المواقع السياحية، وتم تشغيل قطارات سريعة بين المدن الكبرى والمناطق الأثرية لتقليل أوقات السفر، ومشروع القطار السريع الذي سيربط بين القاهرة والعلمين ومرسى مطروح، المتوقع افتتاحه بحلول عام 2025، سيساهم بشكل كبير في تعزيز السياحة الساحلية.

دعم الاقتصاد الوطني: قطاع السياحة يُعتبر ركيزة أساسية في الاقتصاد المصري، حيث ساهم في السنوات الأخيرة بشكل كبير في تحسين الاحتياطات النقدية الأجنبية وتوفير فرص عمل جديدة، ووفقًا لتقرير البنك المركزي المصري، شهدت عائدات السياحة نموًا بنسبة 26.8% في السنة المالية الأخيرة، وقد أوضح المحلل الاقتصادي، أحمد النجار: تحسينات قطاع السياحة تعزز ليس فقط الاقتصاد المصري ولكن تضع البلاد في مكانة تنافسية عالية على مستوى الشرق الأوسط.