الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الأكلة الحلوة يتسافر لها بلاد.. كيف ربطت مشاهد مسلسل مطعم الحبايب الطهي بالمشاعر الإنسانية؟| تقرير

مسلسل مطعم الحبايب
فن
مسلسل مطعم الحبايب
الأربعاء 16/أكتوبر/2024 - 09:35 م

“يكبر المرء فيهرب من أهله، مثلما يسقط اللحم الناضج عن عظم مفصل الفخذ.. الذي لولاه ما تشكل وتماسك، الطريقة التي يظل الفطاطري يفرد بها عجينته ويلمها هي نفسها الطريقة التي يتعامل بها الواحد مع هلاوسه وإحباطاته في الساعة التي تسبق النوم”.. كل هذا وأكثر، أعرب من خلاله الكاتب الروائي عمر طاهر، عما يدور بداخل المرء من مشاعر إنسانية متداخلة، بربطها بتقنيات الطعام والطهي، والتركيز على تفاصيلهم الخفية والمؤثرة في النتيجة النهائية. 

ورأينا أيضا هذا الربط الإنساني بالطبخ وخصائصه، بواسطة أعين العديد من المخرجين، الذين حرصوا على تركيز كاميراتهم الإخراجية على تفاصيل الطعام المنسية من العديد من المخرجين غيرهم، مؤكدين على تساوي أهمية تلك اللقطات السريعة للطعام، بأهمية المشاهد الأساسية للعمل، وتعد مدرسة المخرج الراحل محمد خان، خير مثال على الاهتمام بتفاصيل الطعام والطهي، فقد كانت تأخذ الأكلات حيز كبير من أعمال وكادرات خان، وربما تكون أحيانا هي نجم العمل، واعتمد هذا الأسلوب منذ بداية أعماله حتى آخر أعماله، فيلم قبل زحمة الصيف، الذي امتاز بكادرات سينمائية مميزة من ناحية تصوير الطعام، والتركيز على علاقة بطل العمل -ماجد الكدواني- بكل ما يخرج من البحر من طعام، نظرا لمكوثه بمنطقة ساحلية. 

لقطات من أفلام محمد خان 
لقطات من أفلام محمد خان 

وبعد تلك المدارس الإخراجية المذكورة وغير المذكورة، وتصوير الطعام والتركيز على تفاصيله، جاء مسلسل مطعم الحبايب مؤخرا، بطولة الفنان أحمد مالك، والفنانة هدى المفتي، ليجدد أهمية الطعام بألوانه وأشكاله في حياتنا اليومية، وربطه بالمشاعر الإنسانية لدى الأشخاص في حياتهم، مرورا بتأثيره الكبير في حل المشاكل وانهائها. 

لذلك نرصد في السطور التالية كيفية ربط الطهي والطعام بالمشاعر الإنسانية بمسلسل مطعم الحبايب: 

ملوخية وطاجن رز معمر

“بالأكلة الحلوة تطيب الأيام” مثل من الأمثلة الشعبية القديمة والمترددة بشكل مستمر على ألسنة المارين، وجسدها مطعم الحبايب في أبهى صوره، عندما كانت ملوخية وديدة سبب أساسي في إنقاذ المطعم من الانهيار، بعدما ارتكب أحد فريق المطبخ غلطة كبيرة أثارت غضب أحد زواره، ولكنها سرعان ما تم حلها وهدأت نفوسهم بعد استنشاق ريحة طشة الملوخية من على بعد أميال، ثم تذوقها ونسيان جميع المآسي، بل ونسوا سبب الخلاف من البداية، وانتهى الأمر بـ “ودن القطة” وكوب ملوخية.  

لقطات من مسلسل مطعم الحبايب 
لقطات من مسلسل مطعم الحبايب 

كبدة إسكندراني واستاكوزا

ربط بين صبحي صاحب عربة الكبدة “كبدة السلطان”، وبين وديدة -صاحبة محاولة طهي الاستاكوزا الفاشلة-، نفس مشاعر الفشل والخذلان، بعدما تخبطت اتجاهات الثنائي، وانهارت أحلامهما رأسا على عقب، ولكن انتهى الإحباط وبدأ الأمل يأخذ مكانا أوسع في حياتهما، بعدما جمعهما الشيف أبو المجد -بيومي فؤاد-، في مطعم الحبايب، لتبدأ أحلامهما في البدء من جديد، مع رحلة البحث عن الشغف، وبالفعل ينجح صبحي في الإدارة، التي لم تخطر على باله يوما، وتنجح وديدة في طهي طبخات متميزة يتهافت حولها جميع متذوقيها، وكأن للطعام دور مهم ومؤثر في إحباطهم، ثم تجديد الأمل بداخلهم من جديد. 

لقطات من مسلسل مطعم الحبايب 
لقطات من مسلسل مطعم الحبايب 
لقطات من مسلسل مطعم الحبايب 
لقطات من مسلسل مطعم الحبايب 

الأكلة الحلوة يتسافر لها بلاد 

“الأكلة الحلوة يتسافر لها بلاد”.. تلك الجملة الرنانة، التي جاءت على لسان وديدة الكبيرة -سوسن بدر- داخل أحداث مطعم الحبايب، والتي تؤكد على اهتمام العمل بتفاصيل الطعام وربطها بعدة موضوعات أخرى، مثل الحب والاحتياج العاطفي، الذي كان يمر به أبطال العمل، هدى المفتي وأحمد مالك، وبعد فترة وجدا أنهما هما الثنائي الأنسب لبعضهما، وبالطبع كان الطعام هو السر في علاقتهما، التي تظل في تطور مستمر، ويكون الطهي هو العامل المشترك بينهما، وربما طريقة في الغزل لديهما. 

لقطات من مسلسل مطعم الحبايب 
تابع مواقعنا