بعد استشهادها.. صديق الفنانة الفلسطينية محاسن الخطيب: تمنت الشهرة برسوماتها وكانت رمزا للصمود
تصدر اسم الرسامة الفلسطينية محاسن الخطيب مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد استشهادها في الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مخيم جباليا، مما أثار حالة من الحزن بين مستخدمي مواقع التواصل، حيث كانت محاسن الخطيب رمزًا للصمود والمثابرة طيلة سنوات حياتها.
استشهاد محاسن الخطيب
وقال محمود عباس رسام فلسطيني وأحد أصدقاء محاسن الخطيب، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: أعرف محاسن الخطيب منذ 10 سنوات تقريبا، منذ بداياتها الفنية حيث كانت ترسم الكوميكس وبعدها بدأت تدريب الفتيات والشباب على الرسم، كنا نتحدث كثيرًا عن الفن والرسم وكانت من الفنانين المميزين أصحاب القلم والروح الجميلة في غزة، وتواصلنا كثيرا خلال الحرب حيث كانت من القلائل الذين أتواصل معهم لاسيما أنها كانت في الشمال حيث الإبادة الجماعية الأكثر فتكًا والجوع الشديد، ولكنها دومًا كانت صابرة محتسبة وتقضي بالرسم على خوفها وفزعها كما كانت تقول لي.
وأضاف: في رسائلي مع محاسن الخطيب آخر فترة لم نتطرق لموضوع الانسحاب أو موضوع المغادرة، لأن شمال غزة محاصر أساسًا من عدة أشهر، والرسائل التي كانت تنشرها على فيسبوك كانت توحي بأنها إنسانه صامدة ومحتسبة أمرها إلى الله عز وجل، ومرابطة كـ نوع من أنواع الرباط في سبيل الله.
الرسامة الفلسطينية محاسن الخطيب
وأوضح أنها كانت تعمل في عدة اتجاهات، كانت تعمل في مجال الشراكة مع شركات خارج قطاع غزة ولكن انقطعت بشكل كبير آخر فترة بسبب صعوبات الانترنت والاتصال والكهرباء، وأصبحت تعمل كـ رسامة كاريكاتير أو أعمال متحركة لشركات في الخليج، وأيضا كانت تعمل في مجال الدورات سواء كانت أون لاين أو ما كان قبل الحرب في قطاع غزة.
وأشار إلى أن محاسن من الشخصيات الرائعة والقوية التي يستحيل أن تطلب مساعدة من أحد، كانت تنشر عن أعمالها في وسط الحرب والحصار والقتل والتشريد والجوع الشديد، كما استعادت قوتها وأعلنت في فترة من الفترات عودتها للعمل.
وتابع: كانت كثيرًا ما تتحدث عن الفن، فتقول أنه مسلي لروحها لأنه يبعدها عن مشاعر الخوف والقتل والدمار والتجويع المحيطة بها، كل رسائلها صمود وتحدي، حتى في رسوماتها، وكانت تحكي أنها تريد أن تكون مشهورة، والآن فلتكن مشهورة في الدنيا والآخرة.