نتانياهو يتهم الحزب بمحاولة اغتياله.. وستارمر يشعر بالقلق
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حزب الله بمحاولة اغتياله بعد أن استهدفت طائرة مسيّرة مقر إقامته في قيساريا (وسط) السبت، متوعدا إيران والفصائل المتحالفة معها بأنهم "سيدفعون ثمنا باهظا".
وتزيد هذه الاتهامات المخاوف من تصعيد عسكري إضافي في الشرق الأوسط، خصوصا أن إسرائيل توعدت مرارا بالرد على هجوم صاروخي إيراني استهدفها في الأول من تشرين الأول/أكتوبر وتواصل حربها على حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان.
من جهتها، أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة السبت أن حزب الله اللبناني هو من نفّذ الهجوم بالمسيّرة على مقر إقامة نتانياهو، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية (إرنا).
ولم يدل حزب الله من جانبه بأي تعليق حتى الآن.
صباح السبت، أورد مكتب نتانياهو في بيان أن "مسيّرة أطلقت نحو مسكن رئيس الوزراء قي قيساريا" شمال تل أبيب، مضيفا أن نتانياهو وزوجته "لم يكونا هناك ولم يوقع الحادث ضحايا".
لاحقا، قال نتانياهو في بيان "حزب الله، حليف إيران الذي حاول اغتيالي أنا وزوجتي اليوم ارتكب خطأ كبيرا"، مضيفا "أقول للإيرانيين وشركائهم في محور الشر: كل من يمس مواطني دولة إسرائيل بسوء سيدفع ثمنا باهظا".
وأبلغ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نتانياهو أنه "شعر بالقلق عندما سمع عن إطلاق مسيّرة باتجاه" مقر إقامته، وفق ما أعلن داونينغ ستريت.
كما بحثا خلال مكالمة هاتفية في ملفات أخرى تتعلق بالوضع في الشرق الأوسط، وفق بيان لمكتب ستارمر جاء فيه أنهما "ناقشا أيضا الوضع في لبنان وأهمية إحراز تقدم في التوصل إلى حل سياسي".
- "أموات أحياء" -
عرض الجيش الإسرائيلي السبت لقطات مصورة قال إنها تظهر الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس يحيى السنوار وعائلته في نفق بقطاع غزة قبل ساعات من شن الحركة الفلسطينية هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأكد المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري أن اللقطات تظهر السنوار برفقة أطفاله وزوجته وهم يمرون داخل نفق قال إنه خزّن فيه إمدادات قبيل هجوم الحركة على جنوب إسرائيل.
وقال هاغاري "يمكنكم أن تروا كيف هرب السنوار وأفراد عائلته إلى مجمع تحت الأرض تحت منزلهم ليلة السادس من تشرين الأول/أكتوبر، قبل ساعات فقط من المذبحة الوحشية".
في غزة، أعلن الدفاع المدني السبت مقتل أكثر من 400 فلسطيني في شمال القطاع خلال الأسبوعين الماضيين، بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي حملة تستهدف الشمال المحاصر.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس "انتشلنا أكثر من 400 شهيد من أماكن الاستهداف المختلفة في محافظة شمال قطاع غزة التي تضم جباليا ومخيمها وبيت لاهيا وبيت حانون، منذ بدء العملية العسكرية لجيش الاحتلال" في السادس من تشرين الأول/أكتوبر.
وأورد الدفاع المدني في وقت سابق أن قصفا على جباليا بشمال القطاع أسفر عن 33 قتيلا.
وتتعرض جباليا منذ 6 تشرين الأول/أكتوبر لهجوم جوي وبري مع إعلان الجيش الإسرائيلي أن حماس تعيد ترتيب صفوفها في هذه المنطقة.
وقال الفلسطيني ناصر أمام مستشفى الأقصى في دير البلح بوسط القطاع "كل يوم، كل ساعة، هناك مجزرة. هذا ما أصبحت عليه حياتنا. نحن أموات أحياء".
من جانبه، اتهم مدير المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا (شمال) مروان سلطان الجيش الإسرائيلي بقصف المنشأة، وقال إن "الدبابات الإسرائيلية طوقت المستشفى وقطعت الكهرباء وأطلقت قذائف".
وأفادت وزارة الصحة التابعة لحماس بوفاة مريضين في المستشفى.
في الأثناء، أكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالإنابة جويس مسويا السبت أن الفلسطينيين يعانون "أهوالا تفوق الوصف" في شمال قطاع غزة.
وقالت "هجّر عشرات آلاف الفلسطينيين قسرا. وبدأت الإمدادات الأساسية تنفد. وضُرِبت المستشفيات التي أصبحت مكتظة بالمرضى".
في نابولي، دعا وزراء الدفاع في مجموعة السبع إلى "زيادة كبيرة ومستدامة" للمساعدة الإنسانية في قطاع غزة الذي يعاني أزمة غذائية خطرة.
كما دعت مجموعة السبع "إيران الى الامتناع عن تقديم دعم لحماس وحزب الله والحوثيين وأفرقاء آخرين خارج إطار الدولة، و(الامتناع) عن اتخاذ أي اجراء إضافي من شأنه زعزعة استقرار المنطقة والتسبب بتصعيد يخرج عن السيطرة".
وكانت حماس أكدت الجمعة أن مقتل السنوار الأربعاء بأيدي جنود إسرائيليين في جنوب قطاع غزة "سيزيدها قوة وصلابة".
وأكدت أيضا أنها لن تفرج عن الرهائن المحتجزين لديها قبل "وقف" الحرب.
تسبّب هجوم حماس قبل عام بمقتل 1206 أشخاص غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل رهائن ماتوا أو قتِلوا خلال احتجازهم في غزة.
ومن أصل 251 شخصا خطفوا خلال الهجوم، ما زال 97 محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وتردّ إسرائيل منذ أكثر من سنة بحملة قصف مدمّرة وعمليات برّية في قطاع غزة أدّت الى مقتل ما لا يقل عن 42519 فلسطينيا، معظمهم نساء وأطفال، وفق أحدث بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
- ضربات في لبنان -
والحرب المستمرة في غزة منذ 7 تشرين الاول/أكتوبر 2023 انتقلت إلى لبنان، حيث تشن إسرائيل منذ 30 أيلول/سبتمبر عمليات برية في جنوب البلاد في موازاة غارات جوية على حزب الله الموالي لإيران وحليف حماس.
دوت صفارات الانذار السبت في شمال إسرائيل.
وقالت إسرائيل إن حزب الله أطلق نحو 200 مقذوف على أراضيها السبت، فيما استهدفت غارات إسرائيلية متكررة ضاحية بيروت الجنوبية وشرق لبنان.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه شن ضربات جوية على مخابئ أسلحة ومركز استخبارات لحزب الله في معقله ضاحية بيروت الجنوبية.
من جهته، أعلن حزب الله إطلاق صواريخ على منطقة حيفا في شمال إسرائيل وعلى مدينة صفد وقاعدة عسكرية.
وقُتل شخصان في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة على طريق سريع في شمال بيروت، وهي أول مرة تُستهدف فيها هذه المنطقة منذ بدء التصعيد قبل أكثر من عام.
خلال شهر، قُتل ما لا يقل عن 1420 شخصا في لبنان جراء القصف الإسرائيلي، حسب تعداد لفرانس برس يستندا إلى بيانات رسمية، بينما أرغم أكثر من مليون شخص على النزوح.
وأحصت الأمم المتحدة نزوح نحو 700 ألف شخص.
تتواصل الحرب بين الدولة العبرية وحزب الله رغم انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل).
واقترح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت تعزيز تفويض مهمة اليونيفيل، مشيرا إلى أن ذلك "يتطلب قرارا من مجلس الأمن الدولي".
وقالت اليونيفيل في بيان إن أحد مواقعها الذي لم يتلق أي إمدادات منذ 29 أيلول بسبب الطرق المغلقة في جنوب لبنان، تمكّن من التزوّد بها مجددا.
وأوضحت "بعد التأخير في إزالة العوائق نتيجة القتال وتحذيرات الجيش الإسرائيلي من الأنشطة العسكرية، تم تزويد الموقع أخيرا.. بالطعام والماء والمواد الأساسية، مما يتيح لجنود حفظ السلام مواصلة أداء مهامهم".