سبقتها القصير بـ150 عاما| بعد افتتاح المدرسة الإيطالية بالغردقة.. تعاون سياحي جديد بين مصر وروما
شهدت مدينة الغردقة، حدثا هامًا بافتتاح المدرسة الإيطالية الفندقية، وهي خطوة نوعية لتعزيز التدريب السياحي في البحر الأحمر، وكذلك الاستثمار في الشباب وتدريبهم على أصول الضيافة التي هي أساس ازدهار قطاع السياحة.
ويرتبط الطليان بعلاقة قوية بالبحر الأحمر، وتحديدًا مدينة القصير جنوبًا التي تمتلك تراثا كبيرا يعود تاريخه لفترة وجود الإيطاليين مع بداية القرن الماضي، مع بدء استخراج خام الفوسفات من مناجم صحراء القصير.
علاقة الطليان بجنوب البحر الأحمر
وأنشأ الإيطاليون نهضة صناعية وعمرانية امتدت حتى تاريخ رحيلهم وتأميم شركة الفوسفات، وبالرغم من توقف العمل وتصفية الشركة، فإن المنشآت التابعة لها ما زالت شاهدة على ازدهار هذه الفترة التي قضاها الإيطاليون في القصير.
ويعتقد البعض أن المدرسة الفندقية الإيطالية التي افتتاحها شريف فتحي وزير السياحة والآثار، ووزيرة السياحة الإيطالية دانييلا سانتاكي، هي الأولى من نوعها في البحر الأحمر.
تاريخ المدارس الإيطالية في البحر الأحمر
ولكنها معلومة غير صحيحة، إذ إن الإيطاليين عندما وصلوا إلى مدينة القصير لاستخراج الفوسفات، بداية القرن الـ19، انشأوا أول مدرسة إيطالية في القصير؛ لتعليم أبناء العاملين في الشركة على يد المدرس الإيطالي بليجريني.
وسميت تلك المدرسة باسم جيوفاني باتيستا بلزوني، المسافر والمستكشف والقيادي الإيطالي في علم المصريات، وكان يدرس فيها أطفال الموظفين الإيطاليين في الجمعية المصرية لاستخراج وتجارة الفوسفات، مالك المناجم، وكانت المدرسة مفتوحة كذلك للأطفال المصريين من أبناء العمال في مناجم الفوسفات.
وبعد مرور قرابة قرن ونصف من الزمن، شهدت مدينة الغردقة والتي تبعد قرابة 160 كيلو مترات عن مدينة القصير، افتتاح المدرسة الإيطالية الفندقية، في خطوة جديدة نحو تعزيز التعاون الثقافي والسياحي بين مصر وإيطاليا.
ويهدف إنشاء هذه المدرسة إلى نشر الثقافة السياحية وتقديم تدريب عالي المستوى في مجال الضيافة، وهو ما يعزز استقطاب آلاف السائحين الإيطاليين إلى مصر، ويساهم في دعم قطاع السياحة الحيوي.
تمثل المدرسة فرصة ذهبية لجيل جديد من الشباب المصري لتعلم أصول الضيافة على الطريقة الإيطالية، ما يمنحهم مهارات عملية تؤهلهم للعمل سواء في مصر أو في إيطاليا.