بدون أدوية.. دراسة تكشف فاعلية الصعقات الكهربائية في مكافحة العدوى البكتيرية
تشير دراسة حديثة إلى أن ضمادة كهربائية تجريبية قد تساعد الأطباء في القضاء على العدوى البكتيرية دون الحاجة لاستخدام الأدوية، وأفاد باحثون بأن تيارًا كهربائيًا غير محسوس ومنخفض المستوى، يُطبق عبر رقعة جلدية، أسهم في تقليل كميات البكتيريا المعروفة باسم المكورات العنقودية البشروية بنسبة تصل إلى 90%.
دور الصعقات الكهربائية في مكافحة العدوى البكتيرية
وحسب ما نشرته HealthDay News، قال بوزي تيان، الأستاذ في الكيمياء بجامعة شيكاغو والمشارك في دراسة نُشرت بمجلة Device: هذا البحث يفتح آفاقًا جديدة لعلاجات خالية من الأدوية، وخاصة لعلاج التهابات الجلد وشفاء الجروح، إذ تمثل البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تحديًا خطيرًا.
كما أشار الباحثون إلى استخدام الكهرباء في معالجة عدد من الأمراض، فقد تُستخدم أجهزة تنظيم ضربات القلب للحفاظ على انتظام ضربات القلب، ويمكن لتقنية زراعة العين أن تعيد جزئيًا القدرة على الرؤية من خلال تحفيز شبكية العين بواسطة الكهرباء.
وفي هذه الدراسة، قرر الباحثون استكشاف إمكانية السيطرة على البكتيريا باستخدام الكهرباء بدلًا من المضادات الحيوية، نظرًا للأهمية المتزايدة لهذا النهج في ظل مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، والتي تشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة.
وأظهرت الملاحظات أن العدوى المقاومة للأدوية تسببت في وفاة نحو 1.3 مليون شخص حول العالم، ونتيجة للإفراط في استخدام المضادات الحيوية لدى البشر والماشية، تطورت البكتيريا الضارة وأصبحت مقاومة للعلاجات الحالية، مما قلل من فعاليتها.
سلالات من البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية
وتركزت الدراسة على المكورات العنقودية البشروية، التي قد تتسبب في عدوى خطيرة إذا دخلت إلى الجسم عبر جروح أو إجراءات طبية، وقد تم اكتشاف ثلاث سلالات من هذه البكتيريا مقاومة لجميع أنواع المضادات الحيوية.
وأوضح جورول سول، أستاذ علم الأحياء الجزيئي بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، أن المكورات العنقودية الذهبية جزء من النظام البيئي الميكروبي الذي يوجد بشكل طبيعي على بشرتنا، ومن الأفضل عدم القضاء عليها بالكامل، لأن غيابها قد يؤدي لمشكلات صحية أخرى.
كما وجد الباحثون أن التيارات الكهربائية الضعيفة يمكن أن تكافح المكورات العنقودية البشروية، ولكن فقط في بيئة حمضية، فعلى الرغم من أن الجلد البشري الطبيعي يكون حمضيًا بشكل معتدل، إلا أن الجروح المزمنة تميل إلى أن تكون محايدة أو قاعدية.
تيار كهربائي يواجه البكتيريا على الجلد
ووجد الباحثون أنه في الظروف الحمضية المثلى، يمكن لتيار كهربائي ضعيف بقوة 1.5 فولت، وهو أقل بكثير من الحد الأقصى البالغ 15 فولت، والذي لا يشعر به البشر، إذ أن يوقف 99% من البكتيريا، ومع ذلك لم تظهر الكهرباء أي تأثير في درجة الحموضة المحايدة.
واستنادًا إلى هذه المعلومات، صمم الباحثون رقعة جلدية أطلقوا عليها اسم العلاج بالتحفيز المضاد للميكروبات الموضعي الإلكتروني الحيوي، كما تحتوي الرقعة على أقطاب كهربائية لتوصيل التيار الكهربائي، بالإضافة إلى هلام مائي يخلق بيئة حمضية.
وبعد جلسة علاجية استمرت 18 ساعة، أظهرت رقعة BLAST انخفاضًا في مستويات المكورات العنقودية البشروية بنسبة 90% على جلد الخنزير، مقارنة بعينة غير معالجة، وحدث الأمر نفسه عند وضع الرقعة على قسطرة ملوثة بالبكتيريا.
بينما لا تزال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لاختبار سلامة وفعالية هذه الرقعة، يعتقد الباحثون أنها قد تؤدي إلى تطوير ضمادة كهربائية قادرة على التحكم في العدوى دون الحاجة إلى أدوية.
