السفير التركي بالقاهرة: سنواصل تطوير التعاون في كل المجالات.. وزيارات رفيعة المستوى قريبا
قال السفير التركي في مصر صالح موطلو شن، إن البلدين سيواصلان تطوير التعاون الثنائي في كل المجالات تحت مظلة مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، برئاسة الرئيسين رجب طيب أردوغان وعبدالفتاح السيسي، وتحت إشراف وزيري الخارجية هاكان فيدان وبدر عبدالعاطي.
وأضاف شن في احتفال السفارة بالذكرى الـ101 لتأسيس الجمهورية التركية، مساء الثلاثاء، أنه قد تكون هناك زيارات رفيعة المستوى من تركيا إلى مصر قريبًا، منوها بأن العام 2024 شهد خطوات تاريخية في العلاقات الثنائية بين مصر وتركيا، وأن زيارة الرئيس أردوغان إلى القاهرة في 14 فبراير وزيارة الرئيس السيسي إلى أنقرة في 4 سبتمبر فتحت فترة من التعاون الاستراتيجي في علاقاتنا الثنائية.
التجارة والاقتصاد عصب التعاون المصري التركي
وأشار إلى التوقيع على17 اتفاقية تعاون خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة، تغطي مجموعة واسعة من المجالات، منوها بأنه في العلاقات التركية المصرية، تشكل القضايا التجارية والاقتصادية بشكل خاص العمود الفقري لتعاوننا.
وتابع: كما أقول دائما، فإن القرب الجغرافي بين البلدين، وانخفاض تكلفة نقل السفن والحاويات، مدة نقل قصيرة، اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، موقع مصر الاستراتيجي، الأيدي العاملة الماهرة والكبيرة وكثرة الرحلات الجوية، واتفاقيات التجارة الحرة مع الدول العربية وأمريكا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، هي علاقات تجارية مع مصر وتمهد الطريق من أجل مواصلة تطوير علاقاتنا الاقتصادية.
وأشار في هذا الصدد، إلى أنه "العمل جيد للغاية في تجارتنا الثنائية هذا العام ونهدف إلى تحطيم رقم قياسي يتجاوز 9 مليارات دولار، ولا يوجد مانع لعدم الوصول إلى15 مليار دولار في 5 سنوات، و20 مليار دولار في 10 سنوات، و50 مليار دولار في 50 عاما.
100 عام من العلاقات المصرية التركية
وأكد أن المستثمرين الأتراك في مصر يواصلون أعمالهم بنجاح، ما يساهم في دعم الاقتصادين التركي والمصري، وتابع قائلا: من الآن فصاعدا، أود أن أقول إن المستثمرين الأتراك سيظلون مهتمين بمصر في العديد من القطاعات، وخاصة المنسوجات، وما زال هناك العديد من الاستثمارات الجديدة.
وأشار إلى أن هناك اهتماما كبيرا في مجال الاستثمار من مصر إلى تركيا في مختلف المجالات، وكذلك ستدخل الدولتان فترة من التعاون المكثف في مجال السياحة، متوقعا زيادة عدد السياح القادمين إلى مصر من تركيا بشكل أكبر في السنوات القادمة.
ونوه بأنه في عام 2025 سندرك الذكرى المئوية لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية التركية الحديثة ومصر الحديثة، وواصل: أقولها هكذا لأنه حتى عام1914 كانت كل من تركيا ومصر تتكون من مواطنين يحملون هوية الإمبراطورية العثمانية وكانوا تحت سقف دولة واحدة.
وتابع: بمعنى آخر، تعود العلاقات المشتركة بين الأتراك والمصريين إلى أكثر من 1000 عام. تأسست العلاقات الدبلوماسية الحديثة عام 1925بعد عودة تركيا إلى مسرح التاريخ كجمهورية ومصر كمملكة مستقلة، وسنحتفل بمرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بأنشطة مختلفة في المجالات الثقافية والفنية والأكاديمية والعلمية.
الظلم التاريخي في فلسطين
وتحدث السفير عن الوضع ف غزة، قائلا إن المنطقة تواجه الآن عدم الاستقرار، وأنه يمكن أن يتحقق الأمن والسلام والاستقرار الإقليمي بشكل دائم فقط إذا انتهى احتلال فلسطين وإنهاء الظلم التاريخي.
وتابع: لقد حان الوقت الآن لكي يحصل إخواننا الفلسطينيون المتضررين والمظلومون على حريتهم ويعيشوا حياة كريمة وآمنة وإنسانية في ظل دولتهم المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
وأكمل: اليوم تنتهك حقوقهم في الحياة، ناهيك عن كرامتهم وأمنهم وسلامتهم. وللأسف، نشهد اليوم أن أبسط حق من حقوق الإنسان لإخواننا الفلسطينيين، وهو الحق في الحياة، ينتهك كل يوم، وأن العشرات والمئات من إخواننا الفلسطينيين يقتلون على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية كل يوم.
وتساءل: كم عدد الفلسطينيين الذين يجب أن يموتوا لوضع حد لهذه المأساة؟ 100ألف؟ 500 ألف؟ 2 مليون مثلا ؟ لقد تم تدمير جميع أجزاء غزة تقريبًا، فهل ينتظرون الآن أن يموت جميع السكان؟
السفير شن: تركيا بين الدول العشر الرائدة في العالم
وذكر السفير التركي، في كلمته بمناسبة الذكرى 101 لتأسيس الجمهورية التركية، إنه في ظل الإرادة الحازمة والصلبة للرئيس أردوغان، أصبحت تركيا، الان من بين الدول العشر الرائدة في العالم في الصناعة والتكنولوجيا والثقافة والصحة والرياضة والدفاع.
وواصل: لكن التطورات والمشاكل الإقليمية والعالمية تجعل تركيا، مثل أي دولة أخرى، تواجه تحديات. وبينما نكافح كل هذه التحديات، يظل مبدأنا هو "السلام في الوطن، السلام في العالم" الذي حدده أتاتورك القائد العظيم. إننا نعطي الأولوية للأمن والاستقرار والسلام والتنمية في علاقاتنا الثنائية وسياساتنا على المستوى العالمي.
وقال: نحن دائمًا جاهزون وقادرون على الدفاع عن أنفسنا واتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها الشعب والدولة التركية.
يذكر أن السفارة التركية بالقاهرة نظمت حفلا بمناسبة الذكرى الـ101 لتأسيس الجمهورية التركية، حضر الحفل: خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة، السفير وائل حامد مساعدا وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، الأمير محمد علي وزوجته الاميرة نوال، وممثل البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وعدد من المستثمرين ورجال الأعمال الأتراك، إضافة إلى عدد كبير من الدبلوماسيين ومجموعة كبيرة من السفراء.