شاهد على جريمة العمرانية: الثأر وراء القتل.. والمجني عليه خرج من السجن حديثا
شارع طويل متهالك مزدحم بالمارة، ممتلئ بالمقاهي الشعبية وكتلته السكانية كثيفة، على ناصيته يقف بعض الشباب يدخنون السجائر ويتحدثون عن الحياة والموت، وكأنهم رأوا الموت بأعينهم، يجنبهم بعض الأطفال الذين لم يتخطوا المرحلة الإبتدائية من دراستهم يتحاورون عن جريمة قتل وقعت بشارع مسكنهم ولا تفارق مخيلتهم.
جريمة العمرانية
في الرابع والعشرين من أكتوبر الماضي وفي شارع الدكتور بحي العمرانية التابع لـ محافظة الجيزة، وقعت جريمة قتل حدثت على الناصية.
فور وصول محرر القاهرة 24 إلى مسرح الجريمة وهو شارع ضيق لم يتخط طوله 200 متر، تجد آثار الجريمة على الأرض، بركة من الدماء مغطاة بالرمال التي اتشحت باللون الأحمر فور اختلاطها بها، بجانبها كيس به دواء ملطخ بالدماء، كان يحمله المجني عليه وقت حدوث الجريمة.
أحد الشهود العيان على الواقعة، والذي يقيم بذات الشارع محل الواقعة منذ فترة طويلة، سرد ما حدث لجاره المقتول بعد تلقيه ثلاث طلقات نارية، وقال: الجريمة حصلت أسفل شرفة منزله، أثناء استعداده لمشاهدة مباراة السوبر المصري بين قطبي الكرة المصرية، وتفاجئ بدخول المجني عليه للشارع وفي يده كيس به دواء، مُضيفًا: مرة واحدة شوفت عربية جيب سودة ونزل منها الجاني وفي ايده مسدس، مناديًا على المجني عليه باسمه ومن ثم وجه سلاحه ناحيته، وقضى عليه بطلقة في الرأس وطلقة في الصدر وأخرى في الفخذ، ليقع الأخير غارقًا في دمائه على الأرض، قبل أن يهرب الجاني.
المجني عليه الذي سُجن بعد أن أنهى حياة شقيق والده في مشاجرة عائلية قبل 7 سنوات، ولم يمر على الإفراج عنه سوى 10 أيام فقط، قضى على حياته ابن عمه ليأخذ بـ ثأر والده، سكان المنطقة لم يتعرفوا عليه بالرغم من إنه يقطن الشارع نفسه، حيث تجمع الناس حوله فور سقوطه، فمنهم من كان يعتقد أنه قريب أو صديق أو هناك صلة معرفة به، حتى وصل شقيقه ليتعرف عليه، قبل وصول جهات التحقيق لمحل الواقعة.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهم بقتل شاب العمرانية، وجرى اقتياده إلى قسم شرطة العمرانية، قبل أن يعرض على جهات التحقيق بالجيزة، والتي قررت حبسه 4 ايام على ذمة التحقيقات، فيما قرر قاضي المعارضات تجديد حبسه 15 يومًا آخرين.