وفاة طبيعية أم خطأ طبي؟.. القصة الكاملة لواقعة اتهام أسرة متوفاة بالتعدي على أطباء بمستشفى الشيخ زايد
دخلت إحدى السيدات إلى مركز الرعاية بمستشفى الشيخ زايد آل نهيان بسبب إصابتها بجلطة في المخ، وكان من المقرر أن تخضع لعملية جراحية عاجلة وهذا لم يحدث، ما ترتب عليه تدهور حالتها الصحية ووفاتها، وعلى الجانب الآخر كانت أسرتها في حالة ترقب وانتظار، ليصعقوا بخبر وفاتها ما جعلهم يتهمون الطاقم الطبي بالمستشفى بالإهمال والتسبب في وفاتها، تطورت الأمور إلى مشاجرة وتعدي بالضرب من قبل أسرة المتوفاة على الطاقم الطبي بالمستشفى محدثين إصابتهم، لتقرر بعد ذلك جهات التحقيق بتشريح جثمان المتوفاة لكشف السبب الحقيقي وراء الوفاة، كما أمرت بحبس عدد من أسرتها المتهمين بالتعدي على الطاقم الطبي 4 أيام على ذمة التحقيقات في الواقعة.
كواليس اتهام أسرة متوفاة بالتعدي على الأطباء بمستشفى زايد آل نهيان
وتعود البداية، حينما كشف الدكتور أسامة عبد الحي، النقيب العام للأطباء، تعرض أطباء رعاية مركز في مستشفى الشيخ زايد آل نهيان؛ للتعدي والضرب من قِبل أسرة مريضة محجوزة بالرعاية.
وفي تصريح لـ القاهرة 24، أوضح الدكتور أسامة عبد الحي، أن التعدي أسفر عن إصابة أحد الأطباء بجروح قطعية وإصابة بالرأس، مشيرا إلى أن أحد هؤلاء الأطباء كان مسؤولا عن الرعاية في ذلك الوقت، ومنهم من كان يتجهز لإجراء عملية جراحية، وبالتالي فقد تسببت الواقعة في تعطيل عملية جراحية وسير عمل الرعاية بالمستشفى، ما أثر على حالة المرضى.
وأضاف الدكتور أسامة عبد الحي، أن التعدي بسبب استشعار أسرة المريضة إصابتها بجلطة في المخ، نتيجة إهمال من الطاقم الطبي، على إثر تدهور حالتها الصحية، ما دفعهم للتعدي على الطاقم الطبي وإحداث تلفيات بالقسم، مؤكدًا أنه أرسل المستشار القانوني للنقابة لتقديم الدعم اللازم للأطباء للحصول على حقهم القانوني، وإلزام المستشفى بتحرير محضر باسم المنشأة الطبية، مطالبا المسؤولين بسرعة إصدار قانون المسؤولية الطبية، وتنفيذه والحد من هذه الظاهرة لتوفير بيئة آمنة للطبيب والتمريض.
وأفاد نقيب الأطباء الدكتور أسامة عبد الحي، أن واقعة الاعتداء التي تعرض لها الطاقم الطبي بمستشفى الشيخ زايد آل نهيان، التابع لأمانة المراكز الطبية المتخصصة، بمحافظة القاهرة، على يد أهالي مريضة كانت تخضع للعلاج بالرعاية المركزة نتيجة إصابتها بجلطة في المخ، تسبب في إصابة طبيب وإحداث تلفيات في قسم الرعاية المركزة، كما تواصل مع رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، وعدد من المسؤولين، للتأكد من تحرير محضر اعتداء باسم المنشأة الطبية.
والتقي القاهرة 24 بشقيق المتوفاة ويدعى عماد الوزيري، وعلق على الاتهامات الموجهة من المستشفى لهم بالاعتداء على أحد أطباء وحدة الرعاية المركزة وإحداث تلفيات في المنشأة الطبية، مؤكدًا أن رواية النقابة والمستشفى لا تعكس ما حدث، وأن شقيقته تعرضت لإهمال طبي قبل وفاتها، موضحًا أن شقيقته كانت محتجزة في الرعاية المركزة بسبب جلطة قلبية، وأنهم تلقوا خبر وفاتها في التاسعة والنصف صباحًا، مضيفا أنه عند تحضير جثمانها للغسل، فوجئوا بنزيف في الرأس وجروح في الظهر، ما حال دون إتمام عملية الغسل.
وأكد شقيق المتوفاة أن وجود هذه الإصابات أثار شكوكه حول وجود شبهة جنائية، فبادر بالاتصال بالنجدة لتوثيق الحالة، وخلال تلك الفترة، توجه ابن المريضة للقاء مدير المستشفى لسؤاله حول ملابسات الواقعة، ما أدى إلى مشادة كلامية بينهما.
كما زعم شقيق المتوفاة أن طبيب الرعاية المركزة أقدم على إحداث جرح في يده وتخريب بعض المعدات، ليحول الأمر إلى واقعة اعتداء مفتعلة، نافيًا الرواية التي قدمتها نقابة الأطباء حول الاعتداء على الطاقم الطبي.
من جانبه قال الشقيق الآخر للسيدة المتوفاة داخل مستشفى الشيخ زايد آل نهيان، إن شقيقته أصيبت بجلطة في المخ وتم نقلها إلى المستشفى منذ 13 يوما تقريبا، وأن شقيقته بعد نقلها إلى المستشفى تدهورت حالتها الصحية بشكل ملحوظ، وبعد أيام من نقلها توقف قلبها حسب كلام الأطباء لهم، حيث قاموا بعمل تنشيط له ووضعوها على جهاز تنفس صناعي.
وأضاف أنه بعد أيام من تركيب جهاز التنفس الصناعي أخبروهم بإجراء عملية فتح حنجرة حتى تستطيع المريضة استنشاق الهواء، مشيرًا إلى أن ابنتها زارتها في المستشفى وتفاجأت بتدهور حالتها الصحية حتى أصبحت سيئة للغاية، موضحًا: بنتها زارتها من يومين وقالت ماما شكلها ميتة وإيديها ساقعة وجسمها أزرق.
وأشار إلى أن ابنتها تلقت اتصالا من المستشفى في تمام الساعة السادسة من صباح اليوم، يخبروها بوفاة والدتها، وعلى الفور انتقلت برفقة مُغسلة إلى المستشفى، وفور وصولها رفضت المستشفى في البداية دخول الـ مُغسلة وبعد ذلك سمحت بدخولها.
وقالت ابنة المتوفاة داخل مستشفى الشيخ زايد آل نهيان بالقاهرة في واقعة اتهامهم بالتعدي على الطاقم الطبي للمستشفى، إن أحد أفراد طاقم المستشفى أبلغوها بوفاة والدتها، قائلة: اللي حصل إن في حد من دكاترة المستشفى اتصل عليا حوالي الساعة 9 وقالي البقاء لله والدتك ماتت.
وأضافت ابنة المتوفاة في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: وقتها اتصلت بمُغسلة وأخذتها وطلعت على المستشفى وبعد ما وصلنا رفضت المستشفى دخول المُغسلة، وبعد محاولات عديدة وافقت المستشفى على دخول المُغسلة.
وتابعت ابنة المتوفية: بعد كدا دخلت على والدتي لقيت جسمها أزرق وواضح أنها ميتة من بالليل، وتفاجأت بأنه في دم تحت أذنيها، في المُغسلة قامت تشوف سبب الدم تفاجأت بدم كتير أسفل الرأس، بعد كدا اتفاجئنا إن الدم جاي من دماغها من الخلف فبصيت على دماغها لقيتها مفتوحة ومحشية قطن عشان يمنع نزول الدم.
وأوضحت: وقتها سألت الطاقم الطبي اللي موجود إيه دا لقيتهم انفعلوا علينا وقالوا لنا أخرجوا برة، وأحد الممرضين خلع القميص بتاعه وتعدى بالضرب علينا، وقتها قولنالهم إننا هنبلغ القسم، لقيت أحد الأطباء عمل حركة مش كويسة بإيده.
وانتقل فريق من جهات التحقيق إلى مستشفى الشيخ زايد آل نهيان لمعاينة واقعة التعدي على طاقم المستشفى، وتفريغ كاميرات المراقبة محل واقعة التعدي، وذلك للوقوف على أسباب وملابسات الواقعة، وصرحت جهات التحقيقات المختصة بتشريح جثمان المتوفاة لمعرفة وجود شبهة جنائية من عدمه.
كما استدعت جهات التحقيق، 7 أطباء من الطاقم الطبي لمستشفى الشيخ زايد آل نهيان لسماع أقوالهم حول واقعة التعدي داخل المستشفى.
وقررت جهات التحقيق، حبس نجل المتوفاة داخل مستشفى الشيخ زايد آل نهيان وزوج شقيقته، 4 أيام على ذمة التحقيقات لاتهامهم بالتعدي على الطاقم الطبي للمستشفى