أثناء الحرب الباردة.. شركة إيكيا تدفع 6.5 مليون دولار تعويضًا لضحايا العمل القسري في ألمانيا
وافقت شركة الأثاث العملاقة إيكيا على دفع 6 ملايين يورو أي 6.5 مليون دولار، لصندوق حكومي لتعويض ضحايا العمل القسري في ظل الدكتاتورية الشيوعية في ألمانيا، في خطوة يأمل النشطاء أن تضغط على شركات أخرى لتحذو حذوها.
شركة إيكيا تدفع تعويض بـ 6.5 مليون دولار لضحايا العمل القسري
وفقًا لـ سي إن إن، أعلنت شركة إيكيا ألمانيا أنها ستقدم طوعيا 6 ملايين يورو لصندوق حكومي جديد أنشئ لتقديم تعويضات لضحايا الدكتاتورية في ألمانيا الشرقية، بعد عقود من الحملات التي شنتها جماعات الضحايا، اقترحت الحكومة الائتلافية الحاكمة في ألمانيا في عام 2021 إنشاء صندوق للمصاعب، ومن المقرر أن يصوت البرلمان الألماني على إنشائه في الأسابيع المقبلة، على الرغم من أن هذه الخطوة تعتبر مجرد إجراء شكلي.
ضحايا العمل القسري
تم إجبار السجناء السياسيين والمجرمين في ألمانيا أثناء حقبة الحرب الباردة على تصنيع أثاث قابل للطي لشركة إيكيا، وقد ظهرت هذه الحقائق في تقارير إعلامية سويدية وألمانية منذ أكثر من عقد من الزمان، مما دفع الشركة إلى تكليف تحقيق مستقل.
وقد توصلت التحقيقات التي أجرتها شركة إيرنست آند يونج إلى أن السجناء كانوا ينتجون الأثاث لشركة إيكيا، وهي شركة عالمية عملاقة في صناعة الأثاث المنزلي، حتى سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، ومن المرجح أن ممثلي إيكيا في ذلك الوقت كانوا على علم بأن السجناء السياسيين كانوا يُستخدمون لتكملة العمل، كما وجد التقرير.
كانت ألمانيا الشرقية السابقة تحت احتلال الاتحاد السوفييتي من عام 1949 حتى عام 1990، والذي أقام دولة شيوعية صارمة باسم جمهورية ألمانيا الديمقراطية، وتم إجبار عشرات الآلاف من سجنائها على العمل في المصانع، مما جعلها موقعًا رئيسيًا للعمالة الرخيصة التي استفادت منها العديد من الشركات الغربية.
كان العديد من السجناء السياسيين في جمهورية ألمانيا الديمقراطية جريمتهم الوحيدة هي معارضة الدولة الشيوعية ذات الحزب الواحد، وكانت الشرطة السرية في ألمانيا الشرقية، التي كانت تخشى من التجسس على كل جانب تقريبًا من جوانب الحياة اليومية للناس، تقضي على المعارضة للدولة.
عمال السجون في ألمانيا
وبحسب اتحاد عمال السجون في ألمانيا، فإن شركة إيكيا هي واحدة من بين العديد من الشركات التي استفادت من العمل القسري في السجون في ألمانيا الشيوعية، وفي عام 2012، حذر رئيس اتحاد عمال السجون في ألمانيا السابق راينر فاغنر من أن إيكيا ليست سوى قمة جبل الجليد، حيث دعا الشركات إلى تعويض السجناء السابقين الذين ما زالوا يعانون من الندوب النفسية الناجمة عن السجن والعمل القسري.