مفتش آثار: سانت كاترين قديسة مصرية وليست يونانية
مدينة سانت كاترين بجنوب سيناء من المدن التي تحظى باهتمام عالمي، نظرا لأنها ملتقى الأديان السماوية الثلاث، ولها تاريخ عريق يعود إلى ما قبل القرن الرابع الميلادي.
قصة تسمية مدينة سانت كاترين بهذا الاسم، ولماذا سمى جبل سانت كاترين والدير بهذا الاسم، بالرغم من أنه كان يعرف بدير وادي الطور، ولماذا تغير اسم الدير والأسباب التي أدت إلى ذلك، وهل سانت كاترين يونانية أم مصرية؟ كل هذه أسئلة تدور في أذهان المصريين قبل السائحين الأجانب الوافدين لزيارة المقدسات الدينية بسانت كاترين.
وهذا ماسنكشف عنه لقراء القاهرة 24 خلال عدة موضوعات سنتحدث فيها عن كل ما يخص دير سانت كاترين، وهل القديسة كاترين مصرية أم يونانية؟ وقصة استشهادها، وشجرة العليقة والوادي المقدس، وكنيسة التجلي، وكنيسة العليقة الملتهبة.
حقيقة جنسية القديسة كاترين
كشف محمد النني مفتش آثار بمدينة سانت كاترين لـ القاهرة 24 عن حقيقة أصل دير سانت كاترين واصل قديسه سانت كاترين مؤكدا أن سانت كاترين قديسة مصرية وليست قديسة يونانية كما يشاع بين الغرب.
القديسة كاترين مصرية
وأكد النني أن القديسة كاترين مصرية من أبناء الإسكندرية وهي ابنة كوستاس من عائلة نبيلة كانت تعيش في الإسكندرية أيام حكم الأمبراطور الروماني ميكسمانوس عام 305 إلى 311 وتحولت للمسيحية في زمن الوثنية، ومن أجل أن ينتزعها الأمبراطور عن المسيحية أصدر أوامره إلى 50 حكيما من حكماء عصره أن يناقشوها ويجادلوها في سبيل دحض براهينها عن المسيحية إلا أن جميع محاولتهم باءت بالفشل وجاءت النتائج عكسية، بل وهؤلاء الحكام الوثنيون آمنوا بالمسيحية وحذى كثيرون منهم حزوهم وكان من بينهم أقرب المقربين للأمبراطور من رجال البلاط.
وأوضح محمد النني مفتش آثار سانت كاترين، أنه بعد مضى قرون من استشهادها، رأى أحد رهبان سيناء رؤية بأن الملائكة وجدوا جسدها ووضعوها فوق قمة جبل قرب الدير، وفي اليوم التالي صعد الرهبان للجبل فوجد الرفات الخاصة بها موجودة فوق قمة الجبل، فأخذوها ودفنوها في أعلى ذلك الجبل، وأطلق على الجبل اسم جبل سانت كاترين، وهو أعلى قمة جبلية في مصر، وأطلق على الدير دير سانت كاترين، وكان يسمى من قبل بدير طور سيناء منذ إنشائه في القرن السادس الميلادي.
كنيسة التجلي
وكشف محمد النني مفتش آثار بمدينة سانت كاترين أن كنيسة التجلي أعاد بنائها الإمبراطور جستينيان الأول وأطلق عليها كنيسة العليقة الملتهبة والتي بنتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين، في القرن الرابع الميلادي، وكانت قد تهدمت وادخلها جستينيان ضمن كنيسته الكبرى التي أنشأها في القرن السادس الميلادي، وأطلق عليها اسم كنيسة القيامة، وبعد العصور على رفات القديسة كاترين في القرن التاسع الميلادي أطلق على هذه الكنيسة اسم كنيسة التجلي، وعلى الدير دير القديسة كاترين، وبنيت كنيسة التجلي بحجارة ضخمة من الجرانيت المنحوت، وطول الكنيسة 40 مترا وتشمل كنيسة العليقة المقدسة، وعرضها 20 مترا تقريبا، وتشمل الكنائس الفرعية وهي كنيسة طراز بازيليك وتنقسم لصحن وجناحان ويغطي الجزء العلوي من نصف قبة شرقية وكنيسة فسيفساء، وتمتد إلى الجزء العلوي من الجدار الشرقي وتصور تجلي السيد المسيح المخصصة له كنيسة التجلي، وتعتبر من أقدم وأجمل فسيفساء في الشرق الأوسط، مصنوعة من قطع صغيرة من الزجاج متعدد الألوان.
كنيسة العليقات الملتهبة
وأشار مفتش آثار سانت كاترين، إلى أن كنيسة العليقة الملتهبة توجد في الجدار الجنوبي للحجرة الشمالية من الحجيرات على جانبيه الشرقية من كنيسة التجلي، وبها باب يؤدي لكنيسة العليقة الملتهبة التي تنخفض أرضياتها 70 سم عن كنيسة التجلي، ومساحتها 5 أمتار طولا و3 أمتار عرضا، وتضم مذبح دائري صغير مقام على أعمدة رخامية فوق بلاطة رخامية، تحدد الموقع الحقيقي لشجرة العليقة، ويقال إن جزورها لا تزال باقية في هذا الموقع، وتوجد شجرة عليقة بالدير أصلها داخل الكنيسة وأعضائها خارجها، ولا يدخل الكنيسة أحد إلا ويخلع نعليه خارج بابها، تأسيا بنبي الله موسى عليه السلام عند اقترابه من العليقة “فَٱخۡلَعۡ نَعۡلَیۡكَ إِنَّكَ بِٱلۡوَادِ ٱلۡمُقَدَّسِ طُوࣰى”.