مخاوف من انتشار فيروس اللسان الأزرق في إيطاليا
انتشرت العديد من حالات الإصابة بفيروس اللسان الأزرق بين الأغنام في إيطاليا، مما أثار حالة من القلق بين المزارعين، حيث تصل عدد المواشي النافقة في المزرعة بمتوسط 100 رأس، وذلك وفقًا لرويترز.
مخاوف من انتشار فيروس اللسان الأزرق في إيطاليا
وعلى جزيرة سردينيا التي تعد حجر الأساس لتربية الأغنام في إيطاليا شهدت مربية الأغنام ميشيلا ديسي نفوق 150 رأسا من قطيعها وفقدان 140 رأسا من خرافها في الأشهر القليلة الماضية بسبب مرض ينقله الحشرات يسمى اللسان الأزرق والذي يفتك بالماشية المحلية.
وتعد سردينيا موطنًا لثلاثة ملايين رأس من الأغنام، أي ما يقرب من ضعف عدد سكانها، وتمثل 40% من إجمالي تعداد الأغنام في إيطاليا، وتوظف الصناعة أكثر من 27 ألف شخص، وهي جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية للجزيرة المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وذلك بفضل منتجات مثل جبن البيكورينو المالح المصنوع من حليب الأغنام.
فيروس اللسان الأزرق في إيطاليا
كل هذا مهدد بسبب العدوى الفيروسية، التي ضربت حوالي ربع مزارع الأغنام في سردينيا والتي يبلغ عددها 13 ألف مزرعة هذا العام، مما أدى إلى نفوق 40 ألف رأس من الأغنام والحملان، مقارنة بـ5 آلاف فقط في عام 2023.
وقال ديسي الذي يدير مزرعة العائلة في جنوب الجزيرة الواقعة في إيطاليا منذ عام 2007 والتي تضم 600 رأس من الأغنام: تبدأ الأغنام بالمرض والعرج والإصابة بالحمى، وتموت بعد بضع ساعات أو أيام، وأحيانًا تختنق بلعابها.
وأضاف لوكا سابا، الرئيس المحلي لجمعية كولديريتي الزراعية الإيطالية: لقد تأثرت سردينيا بشكل خاص، حيث انتشرت العدوى بشكل غير مسبوق، والحالة الطارئة لم تنته بعد.
انتشار المرض في أوروبا
وفي سياق ذلك، قد انتشرت حالات تفشي مرض اللسان الأزرق في عدة أجزاء من أوروبا في الأشهر الأخيرة، بمساعدة ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تساعد على انتشار الحشرة الناقلة، ولكن ليس في أي مكان آخر كان التأثير مدمرًا كما هو الحال في سردينيا.
تم الإبلاغ عن هذا المرض، الذي لا يؤثر على البشر أو سلامة اللحوم أو الحليب الحيواني، لأول مرة في القرن الثامن عشر في جنوب إفريقيا، ووصل إلى إيطاليا في عام 2000، ويعد الناقل للفيروس هو حشرة صغيرة يبلغ طولها من 1 إلى 3 ملليمترات تسمى كوليكويديس، والتي تزدهر الآن ليس فقط في الصيف ولكن أيضًا في الخريف مع ارتفاع درجة حرارة حوض البحر الأبيض المتوسط.