ما بين الحرية والقيم
تطبيق تيك توك صاحب أكثر من 1.582 مليار مستخدم نشط شهريا وهو التطبيق الذي استطاع تحقيق انتشارا واسعا بين الشباب الذي اشتهر بالعديد من المحتويات ذات الإيحاءات الجنسية التي تخرج عن كل القواعد الأخلاقية والدينية التي تربينا عليها وأصبح مسرحًا للبث المباشر للعري وهو مملوك لشركة بايت دانس الصينية.
ونتيجة لمراجعة الأدبيات لوحظ أن هناك العديد من قضايا انتهاكات أخلاقية مثل الافتقار إلى سلامة البيانات الخاصة، وعدم وجود حواجز نظامية احترازية كافية للجيل الشاب، وخطر إدمان التطبيق لكونه أسهل طريقة للحصول على المال السريع.
وهو التطبيق الذي يسمح بخاصية البث المباشر بدون أي ضوابط، وفقا للنظرية الميكافيلية الشهيرة التي تؤكد (أن الغاية تبرر الوسيلة) أي كي تصبح غنيًّا مثلًا فلا بأس أن تكذب وتسرق وتغش وتحتال! فذلك التطبيق يسمح بجمع المال لصاحب المحتوى كما يسمي أيضا من خلال خاصية البث المباشر والسعي لجذب أكبر عدد مشاهدين وتسول المال بطرق بعضها غير أخلاقي بمحتوى متدني يصل في بعض الأحيان إلى المهين لصاحبه.
ويعد تطبيق التيك توك أسرع طريقة للحصول على الشهرة السريعة وأيضا كسب الأموال دون عناء من خلال قبول هدايا عملات افتراضية موجودة على التطبيق ويتم إهدائها خلال البث لصانع المحتوى تحفيزًا وتشجيعًا له، ثم يحول صانع المحتوى تلك العملات الافتراضية إلى أموال وما تلاحظ لنا جميعا استخدام الشباب دون الـ 18 لهذا التطبيق.
هذا التطور التكنولوجي المخيف الذي تواجهه الأسرة المصرية وحدها ما بين صراع الحريات وما بين التقاليد والأخلاق والقيم التي تربينا عليها والحقيقة الراسخة هي أننا فشلنا جميعا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكان يسخر البعض عند التنويه والتحذير من حروب الجيل الخامس وهي الحرب التي تدار في المقام الأول من خلال العمل العسكري غير الحركي مثل الهندسة الاجتماعية، والتضليل، والهجمات الإلكترونية، إلى جانب التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والأنظمة المستقلة بالكامل.
وقد وصف دانييل أبوت حروب الجيل الخامس بأنها حرب "المعلومات والإدراك".
وأعتقد أنه حان الوقت لوضع حد لتلك التطبيقات المدمرة لأجيال من الأطفال والشباب وإن كنا نعول كثيرا بطموحات كبيرة على مجلس النواب الموقر الذي حمل على عاتقه الكثير والكثير خلال السنوات الماضية في إعادة رسم التشريعات والمراقبة بما يتوافق مع طموحات ذلك الشعب للنظر في مراجعة ما يتم السماح له من تطبيقات شريرة مدمرة.