بماذا سيؤثر فوز ترامب على الاقتصاد المصري؟.. خبراء: استقرار الشرق الأوسط وعودة العلاقات الاقتصادية ومنافسة بريكس أبرز الملفات
تحمل نتائج الانتخابات الأمريكية، تداعيات كبيرة على الأسواق والاقتصاد في جميع أنحاء العالم، عقب إعلان المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وفي هذا الصدد يكشف خبراء الاقتصاد حجم تأثر مصر بعودة الرئيس السابق إلى البيت الأبيض، إذ قال الخبير الاقتصادي، أحمد معطي، إن أهم أوجه تأثير فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هو وعده بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط.
وأوضح معطي، في تصريحات لـ القاهرة 24، أن فكرة إنهاء الحرب، ستحل أزمة كبيرة، إذ أن كل الضغوط الحالية سببها حرب الشرق الأوسط، وبانتهائها سترجع عوائد قناة السويس لطبيعتها، وفرص زيادة معدلات السياحة.
وبالنسبة للجمارك، أشار إلى أن ترامب لديه النية لرفع الجمارك على الصين، والجمارك من قبل عليها كانت تصل لـ 100%، ومن المتوقع أن ترفع الجمارك 60%، وعلى الاتحاد الأوروبي من نحو 10% لـ 20%.
فرصة مصر للتصدير للولايات المتحدة
وأشار إلى أن رفع الجمارك علي هذه الدول يفسح لنا المجال في مصر ويخلق فرصة تنافسية كبيرة، لأنه لم يشر إلى فرض جمارك على مصر وذكر الصين، لذلك فهي فرصة منافسة جيدة، ويجب الوضع في الاعتبار زيادة صادراتنا للولايات المتحدة الامريكية، لافتًا إلى أنه سوق قوي، والمواطنون الأمريكيون يفضلون البضائع المصرية، من سلع مصرية وخضراوات وغيرها، لذلك يجب استغلال هذه الفرصة بشكل صحيح.
وأوضح أن الولايات المتحدة تتجه لخفض الفائدة، وغدًا اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي، ومن المتوقع أن يخفض الفائدة 25 نقطة أساس.
وقالت سهر الدماطي، الخبيرة الاقتصادية، إن جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أعلن أنه سيبدأ الخفض نسبيا في أمريكا، ومع تخفيض الفائدة يبقى العائد في مصر مجزي جدا، إذ تتجه الأموال الساخنة إلى داخل مصر، وذلك أمر هام لأنه يغطي لنا فجوة تمويلية.
وأضافت في تصريحات لـ القاهرة 24، أن الولايات المتحدة تحاول أن تبتعد عن الركود، لذلك ستستمر في خفض الفائدة في هدوء، وترامب راجل اقتصادي وسيعمل على خفض التضخم للمستهدف، وفي نفس الوقت تنشيط الاقتصاد، كما كان في السابق.
وقال الدكتور عز الدين حسانين، خبير اقتصادي، إن فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية الحالية سيؤثر قطعا على عدد من الملفات الدولية والإقليمية سواء سياسيا أو اقتصاديا، فمن الناحية الاقتصادية يميل ترامب إلى وضع قواعد حمائية على المنتجات المستوردة وخاصة القادمة من الصين لارتفاع عجز الحساب التجاري مع الصين تقريبا 280 مليار دولار حتى 2023، وسعيه الدائم في فترة رئاسته السابقة إلى تقليل هذا العجز وتحويله لفائض مع الصين، بخلاف العمل على المخزونات الكبيرة للبترول داخل أمريكا والتي سيستفيد من عوائدها من خلال استقرار سعر برميل البترول عند مستويات مقبولة للمنافسه مع خام برنت وخام الأوبك والأوبك بلس.
وأشار في تصريحات لـ القاهرة 24، إلى أنه سيحاول دعم تواجده في الأسواق الخارجية التي تأثرت خلال فترة بايدن، والاهتمام بتخفيض التضخم الأمريكي والإسراع بالتيسير من خلال خفض الفائدة الفيدرالية، وعلى مستوى منطقتنا العربية سيحاول إعادة العلاقات مع المنطقة بأكملها وإحداث التوازن السياسي والعسكري والاقتصادي، فعليه إجراء تهدئة كاملة في المنطقة لكي تتمكن الآلية الاقتصادية من التحرك بسهولة، خاصة توترات البحر الأحمر التي تؤثر سلبا على حركة التجارة العالمية.
وأوضح أنه سيحاول التقرب إلى دول المنطقة وأهمها مصر والسعودية والإمارات، من أجل تعزيز التحالفات الاقتصادية من جديد، في محاولة للتواجد بقوة داخل المنطقة كمنافس لتكتل بريكس، وخشيته من تقليل الاعتماد على الدولار في التجارة بين أهم الأقطاب الاقتصادية الموجودة حاليا والمتمثلة في أعضاء بريكس.
وأشار إلى أن فوز ترامب سيؤثر على زيادة حركة تدفقات رؤوس الأموال إلى الخارج وبين دول العالم، طالما ستكون بالدولار، فمن مصلحة الولايات المتحدة زيادة تدفقات الدولار إلى دول العالم، وزيادة حصته في تحركات رؤوس الأموال والمديونيات العالمية من خلال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمؤسسات التابعة لهما.
وبخصوص اجتماع الفيدرالي الأمريكي، من المتوقع أن يخفض بنسبة ربع إلى ثلاثة أرباع في المائة للفائدة الفيدرالية لتنشيط السوق الأمريكي الذي عانى الانكماش والتضخم خلال فترة الرئيس السابق بايدن.
