حرفة في مواجهة التكنولوجيا.. شاب بالمنيا يروي مراحل تصنيع النظارات الطبية: وارث الشغلانة عن أبويا| تقرير بالصور
ورشة مليئة بقوالب الزجاج المتنوعة في قلب مدينة المنيا، عروس الصعيد، وعلى مدى 6 عقود حافظ حرفي ماهر على إرث عائلي عريق في صناعة النظارات الطبية، يجلس الشاب وليد حمدي، في ورشته المتواضعة التي تعد من أقدم الورش بالمحافظة، محاطًا بأدواته القديمة والحديثة، يروي لنا قصة عشق امتدت منذ نعومة أظافرة مع هذه الحرفة الدقيقة التي أكتسبها من أسرته.
بدأ الشاب وليد حمدي، رحلته في عالم صناعة النظارات وهو في سن صغير جدًا، حيث ورث المهنة عن والده الذي كان يُعدّ من أشهر صناع النظارات في مدينة المنيا أنذاك، يتذكر بابتسامة عريضة الأيام التي كان فيها يساعد والده في ورشته، ويتعلم منه أسرار هذه الحرفة بكل تفاصيلها.
مراحل صناعة النظارة
يشرح الشاب وليد، مراحل صناعة النظارة الطبية، بدءًا من اختيار الإطار المناسب للعميل، وصولًا إلى تركيب العدسات وتعديل النظارة لتناسب الوجه، قائلًا: «صناعة النظارة ليست مجرد تركيب عدسات في إطار، بل هي فن يحتاج إلى دقة وحرفية عالية، فكل عين لها احتياجاتها الخاصة».
وأضاف وليد لـ القاهرة 24، أن أول المراحل في صنع العدسات هي المقاسات التي أشار لها الطبيب بتحديد قوة النظر للعميل، ثم نختار الإطار المناسب لشكل وجهه، وبعد ذلك نقوم بتقطيع العدسات بدقة متناهية، ثم نركبها في الإطار ونعدلها لتناسب الوجه بشكل مثالي.
وأوضح وليد، أنه يواجه أن مهنة النظارات بالطريقة اليدوية لا أواجه تحديات، خاصة أنني أصنع كل حاجة بنفسي، وتكون العدسة مريحة للعميل غير النظارات الجاهزة، إضافة إلي جودتها التي لا يختلف عليها.
وأوضح وليد أن ورش تصنيع النظارات يدويًا ليس لها مثيل في العالم، فمع الاتجاه لاستيراد العدسات من الخارج، إلا أن هناك مقاسات لا يمكن تصنيعها إلا يدويا، حيث تحتاج لضبط دقيق، مثل مقاسات أقل من 20، أو أقل من 25، فلابد من شراء الخامة وتصنيعها بحيث يتم ضبطها وتنحيفها لتكون مناسبة للتركيب في الشنابر.
وأشار الشاب وليد، أن الحرف اليدوية هي جزء لا يتجزأ من هويتنا، وأن الحفاظ عليها واجب على الجميع في مختلف المهن والحرف القديمة التي اوشكت علي الاختفاء، ويجب الاهتمام بالحرف اليدوية وتعلمها، للحفاظ على هذا الإرث الثمين المليء بالأسرار والتفاصيل الدقيقة التي تعجز أمامها التطورات التكنولوجية.