مفتش آثار: مكتبة دير سانت كاترين تحتوي على 200 وثيقة أصدرها الخلفاء المسلمون لحماية المسيحيين
سانت كاترين ملتقى الأديان السماوية، حيث وجدت على أرضها الديانة المسيحية والديانة اليهودية، والدين الإسلامي، فهي أرض الأديان وبها ناجى موسى ربه، ونزلت بها الوصايا العشر، وبها تعهدات من المسلمين بالتعهد لحماية المسيحيين وعقيدتهم ومبانيهم، وعدم المساس بهم، وهذا ما يكشفه مفتش آثار سانت كاترين لـ القاهرة 24.
200 وثيقة عهود بمكتب الدير لحماية المسيحيين والدير
قال محمد النني مفتش آثار بمدينة سانت كاترين لـ القاهرة 24، إن دير سانت كاترين، يحتوي على مكتبة بداخلها 200 وثيقة أصدرها الخلفاء المسلمون كعهود أمان لحماية الدير والمسيحيين، وتأثرت المخطوطات المسيحية بمكتبة الدير بالمسلمين، حيث تبدأ بالبسملة وتختتم بالحمد لله، وتؤرخ بالتقويم الهجري، كما ازدادت كثيرًا من تلك المخطوطات وأغلفتها بنقوش ورسوم وزخارف على هيئه طيور وازهار، وتوريقات بنائية وإطارات على النسق العربي الاسلامي.
دير سانت كاترين يشهد ازدهار في العصر الإسلامي
وأكد النني أن دير سانت كاترين شهد ازدهارًا في العصر الإسلامي، حيث أضاف المسلمون عناصر معمارية لحماية الدير من الداخل والخارج، كما أضاف المسلمون أثاث كنائس، وأعادوا بناء وتجديد كنيسة العليقة الملتهبة التي بنيت في القرن الرابع الميلادي، وتغطيتها بالكامل بالبلاط القيشاني التركي في القرن 17م، وفتح البوابة الحالية للدير بالجدار الشمالي الغربي في نهاية القرن 19م وإنشاء بوابة المصعد في القرن 16م وإعادة بنائها عام 1860 وترميمها بعد احتراقها عام 1871، وإنشاء فلالى للرهبان خلف الجدار الجنوبي الشرقي فى القرن 16م.
إنشاء مسجد داخل الدير تعانق مآذنته جرس الكنيسة
وأوضح مفتش الآثار، أن دير سانت كاترين حظي باهتمام وتطوير كبير خلال العصر الإسلامي من خلال التطوير المستمر داخل الدير، وإضافة باب خشبي للجزء الذي يتقدم الكنيسة الرئيسية من العصر الفاطمي في القرن 11 م، وتغطية السقف الجملوني لكنيسة التجلي من الداخل بسقف مسطح من القرن 18 م، وتغطية أرضية كنيسة التجلي بالرخام يشبه الموجود بمساجد القاهرة، وإضافة الإيكو نستاس الخاصة بعرض الأيقونات عام 1612، وتضمنت أيقونات الدير صورًا دينية مسيحية لم تمس بسوء في فترة تحطيم الأيقونات التي انتشرت في العالم الاسلامي في الفترة من 726 إلى 843 م، وذلك لوجودها داخل العالم الإسلامي، كما تم في العصر الإسلامي تغطية شرفية للكنيسة من الخارج بألواح ضد الرصاص في القرن 18 م وهو الموجود حتى الآن وإضافة منضدة المذبح لهيكل كنيسة التجلي في القرن 17، ووضع ثريا بنيت بكنيسة التجلي في القرن 18، كما تم إنشاء قاعة للطعام وإنشاء مبنى الاستراحة خارج سور الدير عام 1863 في عصر الخديوي إسماعيل، وتم إنشاء جامع داخل الدير تتعانق مئذنته مع برج كنيسه التجلي، أنشأه الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله عام 500 هجريًا و1106 م، وجامع آخر فوق جبل موسى.
حقوق سفر الرهبان وإعفاء بضائع الدير من الرسوم الجمركية
ولفت مفتش آثار سانت كاترين إلى أنه في العصر الإسلامي حظي رهبان الدير بحقوق السفر لأي مكان خارج مصر، مع إعفاء بضائع الدير من الرسوم الجمركية، وعدم التدخل في أي ممتلكات أو مواريث خاصة بهم، مع حق الامتلاك بطريق الوقف في أديرتهم وكنائسهم ومزارعهم وبيوتهم وحقولهم وسائر ممتلكاتهم داخل وخارج مصر.