مفتش آثار يكشف أسباب بناء المسجد الفاطمي بدير سانت كاترين
كشف محمد النني، مفتش آثار سانت كاترين، أسباب بناء المسجد الفاطمي داخل دير سانت كاترين، موضحًا أن بناء المسجد تم في عهد الخليفة الفاطمي الأمر بأحكام الله عام 500 هجرية الموافق 1106 ميلادية.
وقال محمد النني مفتش آثار بمدينة سانت كاترين لـ القاهرة 24، إن ربط بناء الجامع الفاطمي بحادثة التعدي على الدير ليس لها أي أساس تاريخي أو أثري، حتى إن كل من ذكر هذه القصة بداها بكلمة طبقا للحديث المتوافر بين شخص وآخر، كما نقول عنه الآن بيقولوا؟! ومن هؤلاء المؤرخين، المؤرخ جالي الذي ذُكِرَ في مقال له نشره عام 1985 ناقلا عن نعوم شقير صاحب مؤسسة تاريخ سيناء الذي كتبها عام 1916، قائلًا: إن الحاكم بأمر الله أراد أن يهدم الدير، ولكن الرهبان أخبروه أن به جامع، وشيدوا الجامع بسرعة داخل الدير لحمايه الدير من الهدم، ونقل نعوم شقير هذا الكلام عن أحاديث دون أن يتحقق من الأصل؟! وقيل له إنها موجودة بكتاب بمكتبة الدير يُسمى تاريخ السنين في أخبار الرهبان والقديسين.
مفتش آثر سانت كاترين ينفي وجود كتاب يحمل اسم تاريخ السنين في أخبار الرهبان
وأكد مفتش آثار سانت كاترين، أن هذا الكتاب ليس له وجود لا في مكتبه الدير ولا في أي مكان آخر، حتى إن الأصل الذي نَقل عنه الجميع لا وجود له، إذًا فالقصة من أساسها ليس لها أي أساس.
وأوضح محمد النني مفتش آثار سانت كاترين، أن من يدعي أن بناء الجامع بالدير جاء للتسامح بين الأديان غير صحيح، إذ تؤكد الدلائل الأثرية كذب هذه القصة، وأن الجامع لم يُبنَ أصلا في عهد الحاكم بأمر الله، بل بُني في عهد الخليفة الفاطمي الأمر بأحكام الله عام 500 هجرية و1106 ميلادية، والدليل الأثري الأول هو وجود كرسي شمعدان من الخشب داخل الجامع، عليه نص كتابي من عهد الإنشاء فيه اسم مُنشئ الجامع، وهو أبي المنصور أونو شستكين الأمري، نسبة إلى الخليفة الأمر بأحكام الله، الذي بنى هذا الجامع، كما بنى ثلاث جوامع أخرى، أحدهما فوق جبل موسى، والآخران في منطقة وادي فيران.
وكشف النني أن الجامع يقع في الجزء الشمالي الغربي داخل الدير ويواجه الكنيسة الرئيسية، إذ تتعانق مئذنته مع برج الكنيسة وينقسم لسته أجزاء بواسطة عقود نصف دائرية من الحجر الجيرانيتي المنحوت به ثلاثة عقود موازية للجدار القبلي وأربعة متعاقدة عليه، وله ثلاثة محاريب، الرئيسي، ملوج بعقود ذات أربعة مراكز كالموجود في الجزء القديم من الجامع الأزهر وله منبر خشبي أيه في الجمال.
ويعد أحد ثلاثة منابر خشبيه كاملة من العصر الفاطمي، الأول منبر جامع الحسن بن صالح بالبهسنة ببني سويف، والثاني منبر الجامع العمري بقوص، كما يشبه المنبر الخشبي بمسجد بدر الدين الجمالي الذي يعود تاريخه إلى عام 484 هجرية الموافق 1091 ميلادية، المنقول من عسقلان إلى الحرم الإبراهيمي بفلسطين، وللجامع مأذنة جميلة من الحجر الجرانيت تتكون من دورتين قطاعاهما مربع في منظر لا يتكرر ولن يتكرر إلا في مصر، هذا التعانق والوحدة التي تجمع الأديان في بوتقة واحدة.