مَن هو صاحب الميزان يوم القيامة؟.. الأسرار الكامنة وراء الحساب
من هو صاحب الميزان يوم القيامة؟.. سؤال يدور في أذهان الكثير، إذ يعد الميزان يوم القيامة أحد المشاهد العظيمة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهو أداة الحساب والعدل التي ستوزن فيها أعمال العباد، إذ ذكرت العديد من الأحاديث النبوية أن الميزان له كفتان، وله لسان وشاهدان لبيان العدل، والهدف من ذلك هو تحقيق العدالة التامة في الحساب.
مَن هو صاحب الميزان يوم القيامة؟
وحول مَن هو صاحب الميزان يوم القيامة؟.. فإننا من خلال العديد من الأحاديث النبوية والتفسيرات الدينية، يذكر أن صاحب الميزان يوم القيامة هو جبريل عليه السلام، إذ ورد عن الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه، في حديثه عن يوم القيامة قوله: صاحب الميزان يوم القيامة جبريل.
ما هو الميزان يوم القيامة؟
وعن ما هو الميزان يوم القيامة؟.. فإن العديد من العلماء أشاروا إلى أن الميزان المذكور في النصوص ليس بالضرورة أداة مادية، بل هو رمز للعدل الكامل الذي سيتم به وزن الأعمال، فإن الوصول إلى الحقائق والعدل في الحساب لا يكون بالأوزان الملموسة بل عبر التقييم الدقيق لأعمال العباد، وفي هذه الحالة، يعتبر الميزان تعبيرًا عن القيم المعنوية التي يتم من خلالها تحديد مصير الإنسان.
هل هناك ميزان واحد أم عدة موازين؟
وحول هل هناك ميزان واحد أم عدة موازين؟.. أوضح العالم الأزهري الدكتور عصام الروبي، أن هناك عدة موازين يوم القيامة، ويستشهد بآيات من القرآن الكريم مثل قوله تعالى في سورة الأنبياء: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ سورة الأنبياء الآية 47، إذ تشير الآية إلى أن هناك العديد من الموازين، وليس ميزانًا واحدًا فقط، مشيرا إلى أن هذه الموازين ستستخدم لوزن أنواع مختلفة من الأعمال مثل:
- ميزان للصلاة.
- ميزان للزكاة.
- ميزان للصيام.
- ميزان للحج.
- ميزان لبر الوالدين.
- ميزان لمجتمع الخيرات.
- ميزان لمجامع الحسنات.
وأكد خلال بث مباشر عبر صحفته الرسمية على الفيس بوك، أن كل هذه الموازين ستستعمل لتحديد مدى استحقاق الشخص للجنة أو النار.
الميزان في القرآن الكريم والسنة النبوية
وورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تؤكد أهمية الميزان في يوم القيامة، حيث قال الله تعالى في سورة القارعة: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ، وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ، مما يشير إلى أن الناس سيتم فرزهم بناءً على أعمالهم التي سيتم وزنها في ذلك اليوم العظيم.
كما أن الأحاديث النبوية تبين أن الأعمال التي ستثقل الميزان تشمل الأقوال الطيبة مثل سبحان الله وبحمده، وكذلك الأعمال الصالحة التي تساهم في تقوية الإيمان والعمل الصالح، فمن أبرز الأحاديث في هذا السياق حديث النبي صلى الله عليه وسلم: كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّـهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّـهِ الْعَظِيمِ.
ما الذي يوزن في الميزان يوم القيامة
وحول ما الذي يوزن في الميزان يوم القيامة؟.. فمن من خلال هذه الموازين، سيتحقق العدل المطلق في يوم القيامة، ولن تظلم نفس أي شخص مهما كانت أعماله صغيرة، كما ورد في الحديث الشريف: وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا سورة الأنبياء الآية رقم 47، وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى سيحاسب الناس حتى على أصغر أعمالهم، مما يعكس عدالته التامة والمطلقة في حساباته.
فقد أوضح الشيخ خالد الجندي، في أحد البرامج المذاعة على القنوات الفضائية، أثقل الأشياء في الميزان من الأخلاق الحسنة والعمل الصالح، ويجب على المسلم أن يعمل بجد من أجل أن يرفع ميزانه في الآخرة، مشيرا إلى أن أمام كل مسلم فرصة لزيادة ثقل ميزانه من خلال الإيمان والعمل الصالح، وأن يتحلى بالأخلاق الحميدة.
ميزان الحسنات والسيئات
وعن ميزان الحسنات والسيئات.. فإن إيمان المسلم بالميزان يوم القيامة أمرًا هامًا في تحفيزه للعمل الصالح ومراقبة النفس، حيث أكد الشيخ الدكتور فيصل غزاوي في خطبته من المسجد الحرام على أهمية أن يكون ميزان المسلم ثقيلًا من خلال العمل الصالح والتقوى، مشددا على ضرورة أن يحاسب المسلم نفسه قبل أن يُحاسب، وأن يكون مستعدًا لملاقاة ربه.
وقال غزاوي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزِنوا أنفسكم قبل أن تُوزنوا، فإنَّه أخفُّ عليكم في الحسابِ غدًا أن تُحاسِبوا أنفسَكم اليومَ، مضيفا أن المؤمنين الذين يثقل ميزانهم سيجدون جزاءهم في الجنة، بينما أولئك الذين تخف موازينهم سيكون مصيرهم النار.