في مثل هذا اليوم.. طبيب بريطاني يستخدم الكلوروفورم للتخدير لأول مرة تاريخيًا
في 12 نوفمبر 1847، شهد العالم تطور طبي غير مسبوق، حيث نجح الطبيب البريطاني جيمس يانج سيمبسون باستخدام مادة الكلوروفورم كمخدر لأول مرة في التاريخ، ما شكل ثورة بمجال التخدير الجراحي وساهم في تخفيف معاناة المرضى خلال العمليات الجراحية، كما أصبح سيمبسون أول طبيب يستخدم الكلوروفورم لتخدير المرضى خلال العمليات الجراحية، ما أتاح لهم الخضوع للإجراءات الجراحية دون الشعور بالألم.
ووفقًا لما نشرته National Center for Biotechnology Information، تعتبر مادة الكلوروفورم مركب كيميائي يُعرف علميًا باسم ثلاثي كلور الميثان CHCl₃، ويتميز بأنه سائل عديم اللون، وله رائحة مميزة تشبه رائحة الإيثر، وهو غير قابل للاشتعال، ثم اكتُشف الكلوروفورم في القرن التاسع عشر وأصبح أحد أقدم المواد المستخدمة في التخدير العام.
استخدام الكلوروفورم في التخدير
في منتصف القرن التاسع عشر، اكتسب الكلوروفورم شهرة واسعة في المجال الطبي بعد أن استخدمه الطبيب البريطاني جيمس يانج سيمبسون لأول مرة في عام 1847 لتخدير المرضى خلال العمليات الجراحية، ووجد سيمبسون أن الكلوروفورم يعمل بسرعة على تخدير المريض من خلال استنشاقه، مما يجعل المريض يفقد الوعي دون الشعور بالألم.
كيفية عمل الكلوروفورم
عند استنشاق الكلوروفورم، يتم امتصاصه بسرعة عبر الرئتين إلى مجرى الدم، ومن ثم ينتقل إلى الجهاز العصبي المركزي، يعمل الكلوروفورم على تثبيط الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى فقدان الوعي وتخفيف الإحساس بالألم، واستُخدم في البداية كمخدر عام لجعل العمليات الجراحية أكثر احتمالًا للمرضى، حيث كان يوفر لهم تجربة جراحية خالية من الألم.
فوائد ومخاطر الكلوروفورم
- كان يوفر تخديرًا فعالًا وسريعًا بالمقارنة مع المواد المستخدمة في ذلك الوقت مثل الإيثر.
- لم يسبب تهيجًا للعينين أو الجهاز التنفسي، ما جعله خيارًا مفضلًا في العمليات الجراحية.
- مع مرور الوقت، تم اكتشاف أن الكلوروفورم يحمل بعض المخاطر الصحية، فقد يتسبب في تلف الكبد والكلى عند استخدامه بكميات كبيرة أو لفترات طويلة.
- يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في ضربات القلب وحتى توقف القلب في بعض الحالات النادرة.
لهذا السبب، تم التخلي عن استخدام الكلوروفورم تدريجيًا كمادة تخدير في أواخر القرن التاسع عشر واستبداله بمواد أكثر أمانًا مثل الهالوثان والإيزوفلوران.
الاستخدامات الأخرى للكلوروفورم اليوم
رغم أنه لم يعد يُستخدم للتخدير في المجال الطبي الحديث بسبب مخاطره، لا يزال الكلوروفورم يُستخدم في بعض التطبيقات الصناعية، مثل:
- صناعة الأدوية.
- إذابة الزيوت والدهون في المختبرات الكيميائية.
- كمادة خام في تصنيع بعض المركبات الكيميائية الأخرى.