علماء يحذرون من تغير المُناخ والاحتباس الحراري| دراسة
توصلت دراسة جديدة، إلى أن مُساهمة البشر في ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي بلغت 1.49 درجة مئوية في عام 2023، وهو ما يتجاوز الآن حدود اتفاقية باريس، وتستخدم معظم القياسات الخاصة بتغير المُناخ الناجم عن أنشطة الإنسان فترة منتصف القرن الـ19 كمعيار لفترة ما قبل الصناعة.
ووفقًا لما نشر في صحيفة ديلي ميل البريطانية، وباستخدام طريقة جديدة للنظر في الغازات المحاصرة في الجليد القديم، تمكن باحثون من جامعتي ليدز ولانكستر، من دفع الوقت المرجعي إلى القرن الـ18، ويؤدي القياس من هذه الفترة إلى إنتاج تقديرات لمساهمة الإنسان في تغير المُناخ، وهي تقديرات أعلى بنسبة 30% من النماذج القياسية.
تحذيرات من تغيرات المناخ الناتجة عن نشاط الإنسان
وبحسب الباحثين، تستبعد هذه الطريقة أيضًا التغيرات الطبيعية مثل تأثير النينيو، مما يوضح بالضبط مقدار الاحتباس الحراري الناجم عن النشاط البشري.
وقال البروفيسور بيرس فورستر، المؤلف المشارك في الدراسة وعالم الفيزياء المناخية، من جامعة ليدز، تظهر دراستنا، إن المجتمعات البشرية تسببت في ارتفاع درجة حرارة العالم، بما يزيد على 1.5 درجة على المدى الطويل، ووجدنا أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 0.18 درجة مئوية حدث قبل بدء تسجيل درجات الحرارة العالمية.
وأوضح العلماء، إن طريقة جديدة لإسناد تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، تظهر أن حد 1.5 درجة مئوية المنصوص عليه في اتفاقية باريس قد تم تجاوزه بالفعل، ويأتي هذا بعد أن قال علماء من خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ C3S، إن عام 2024 أصبح من المؤكد تقريبًا أنه سيكون العام الأكثر سخونة على الإطلاق وأول عام يتجاوز 1.5 درجة مئوية فوق متوسط ما قبل الصناعة.
وقال المؤلف الرئيسي الدكتور أندرو جارفيس، وهو عالم مُناخ من جامعة لانكستر، إن قياس ظاهرة الاحتباس الحراري الناجم عن الإنسان مهمة صعبة، لأنه يجبرنا على مقارنة درجة الحرارة اليوم بما كانت عليه في أوقات ما قبل الصناعة، ونحن نُسمي هذا خط الأساس قبل الصناعة، وأقرب ما وصلنا إليه من قياسات درجات الحرارة العالمية قبل العصر الصناعي، يعود إلى منتصف القرن الـ19.
وأضح الدكتور جارفيس أن هذه طريقة سيئة نسبيا لقياس مساهمة البشر في ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن غير المستغرب أن تكون هذه البيانات متقطعة إلى حد ما، وكانت الثورة الصناعية في طريقها إلى النجاح بحلول ذلك الوقت، وكانت مستويات الكربون في الغلاف الجوي ترتفع بالفعل في الفترة التي تم تعريفها بأنها ما قبل الصناعة، مما دفع صناع السياسات إلى التقليل من تقدير مدى ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي.
ووجد الباحثون أن هناك علاقة خطية مدهشة بين ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ودرجات الحرارة العالمية، وهذا يسمح لهم بحساب مساهمة الإنسان في تغير المناخ، من قياسات ثاني أكسيد الكربون.
وتمكن الباحثون من تقدير مستويات ثاني أكسيد الكربون في الفترة ما بين 0 و1700 ميلادي، وباستخدام هذه الفترة كخط أساس ما قبل الصناعة، ينتج عن ذلك تقديرات للاحتباس الحراري العالمي الناجم عن أنشطة الإنسان والتي تزيد بنسبة 30%، وكان الشهر الماضي هو ثاني أكثر شهر أكتوبر حرارة على الإطلاق، إذ جاء بعد درجات الحرارة القياسية لعام 2023، وتجاوز 1.5 درجة مئوية حتى مقارنة بمتوسط الفترة من 1850 إلى 1900.