النصر للسيارات.. من شبح التصفية والإفلاس إلى الإنتاج من جديد| تقرير
شهدت شركة النصر لصناعة السيارات، التي تعد رمزًا للصناعة الوطنية المصرية، انطلاقة جديدة بعد توقف دام 15 عامًا، حيث تأسست الشركة في عام 1959 كأول مصنع للسيارات في مصر والشرق الأوسط، في إطار مشروع قومي لتعزيز الصناعة الوطنية بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وكان الهدف من إنشاء الشركة هو تلبية احتياجات السوق المحلي من السيارات، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، إضافة إلى فتح آفاق جديدة للتصدير ودعم الاقتصاد الوطني.
بدء إنتاج شركة النصر للسيارات
بدأ الإنتاج الفعلي لشركة النصر في أوائل الستينيات، وحققت سياراتها شهرة واسعة بفضل جودتها وأسعارها المناسبة.
وكان من أبرز طرازاتها سيارة رمسيس، التي ظهرت عام 1960 كأول سيارة مصرية، حيث عُرضت في معرض دولي وأصبحت تُعرف كأرخص سيارة في العالم بسعر 200 جنيه فقط، تلاها طراز النصر 128 المستوحى من سيارة فيات 128 الشهيرة، والذي جمع محليًا بترخيص من الشركة الإيطالية، ليصبح خيارًا شعبيًا للعائلات المصرية بفضل متانته وملاءمته للطرق المصرية.
وقدمت الشركة أيضًا طرازات النصر 1100 و1300، التي عرفت بتصميمها البسيط وكفاءتها في استهلاك الوقود، بالإضافة إلى سيارة النصر شاهين المستوحاة من فيات 131، والتي ظلت قيد الإنتاج حتى أوائل الألفية الثانية، واستُخدمت بكثرة كسيارة أجرة نظرًا لتحملها وكفاءتها العالية.
أما طراز النصر بيك أب، فقد اكتسب شهرة كبيرة في الأرياف والمدن لنقل البضائع.
ومع ذلك، واجهت الشركة تحديات كبيرة خلال التسعينيات، منها المنافسة مع السيارات المستوردة بعد سياسات الانفتاح الاقتصادي، وتخلفها عن مواكبة التطورات التقنية، وتراكم الديون، ما أدى إلى إعلان توقفها رسميًا عن الإنتاج في عام 2009.
وشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس السبت فعالية إعادة التشغيل لشركة النصر للسيارات بحضور عدد من كبار المسؤولين، احتفالًا بعودة الإنتاج بمصنع الأتوبيسات.
وعبّر المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، عن فخره بهذه الخطوة التي تعكس اهتمام الدولة بإحياء الصناعات الوطنية وتعزيز الثقة في الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن إعادة تشغيل شركة النصر تأتي ضمن خطة الدولة لدعم وتطوير قطاع الصناعة، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
خطة إنتاج شركة النصر للسيارات
وأوضح شيمي، أن شركة النصر للسيارات ستبدأ تنفيذ خطة إنتاجية طموحة تشمل تصنيع 300 أتوبيس في العام الأول، على أن يرتفع الإنتاج إلى 600 أتوبيس في العام الثاني، ليصل إلى 1500 أتوبيس في العام الثالث، مضيفًا أن هناك خطة لتطوير الأتوبيسات المنتجة، بما في ذلك تصنيع أتوبيسات سياحية.
وأشار وزير قطاع الأعمال العام، إلى أن الوزارة تمتلك 9 مصانع على مساحة إجمالية تصل إلى 900 ألف متر مربع، ما سيسهم في تعميق صناعة السيارات في مصر، مع التركيز على توطين هذه الصناعة محليًا.