لماذا اشترط الله تعالى الإيمان في كفارة القتل الخطأ ولم يشترطه في الظهار؟
أجاب الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه في جامعة الأزهر الشريف، على سؤال من أحد المواطنين نصه: لماذا اشترط الشرع في كفارة القتل الخطأ، أن تكون الرقبة المحررة مؤمنة، بينما لم يشترط ذلك في كفارة الظهار؟
وقال الدكتور عطية لاشين عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: قال تعالى في محكم تنزيله: وما كان لمؤمنٍ أن يَقتُل مؤمنًا إلا خَطَأً ومن قَتَلَ مُؤمنًا خَطَأً فتحريرُ رقبةٍ مؤمنةٍ وديةٌ مُسَلَّمةٌ إلى أهلهِ إلا أن يَصَّدَّقوا، وقال سبحانه: والذين يُظاهِرُونَ مِن نسائهم ثم يعودونَ لِما قالوا فتحريرُ رقبةٍ من قبلِ أن يَتمَاسَّا.
وأردف عطية لاشين: الشرع الإسلامي اشترط في كفارة القتل الخطأ تحرير رقبة موصوفة بكونها مؤمنة، بينما لم يشترط ذلك في كفارة الظهار، ويعود ذلك إلى اختلاف طبيعة الجرم في الحالتين وشدة العقوبة التي تترتب على كل منهما، وأما كفارة القتل الخطأ فرغم كونه غير متعمد، إلا أنه جريمة خطيرة لأنها تتعلق بإنهاء حياة نفسٍ معصومة.
لماذا اشترط الله تعالى الإيمان في كفارة القتل الخطأ ولم يشترطه في الظهار؟
وأوضح: ولأن النفس المقتولة مؤمنة، شدد الشرع في كفارتها لتتناسب مع خطورة الجريمة، فألزم أن تكون الرقبة المحررة مؤمنة، واشتراط الإيمان في الرقبة يعكس اهتمام الشرع بتعزيز الروابط الإيمانية وزيادة أعداد المؤمنين، كما يجعل الكفارة أكثر صعوبة لتحقيق الردع وإظهار عظمة النفس المؤمنة في الإسلام.
وأكمل الدكتور عطية لاشين: وأما كفارة الظهار، فالظهار معصية أخف مقارنة بالقتل، إذ هو مجرد لفظ أو سلوك أدى إلى تحريم مؤقت للزوجة، غالبًا تحت تأثير غضب أو لحظة انفعال، والشرع سهل كفارة الظهار فجعل تحرير الرقبة غير مقيد بوصف الإيمان، وذلك لتيسير التكفير عن الذنب ولعدم شدة الجرم كما هو الحال في القتل.
وأضاف أن الحكمة الشرعية في كفارة القتل الخطأ: وهي مؤمنة يجعل الكفارة أكثر مشقة، لأن الجريمة تتعلق بإزهاق روح مؤمنة، مما يستدعي عقوبة تغلب عليها صفة التغليظ، وفي كفارة الظهار، وهي غير مقيد لأن الجريمة أخف، وعقوبتها أقرب إلى التيسير، لتشجيع المخطئ على التوبة والعودة لحياته الزوجية الطبيعية.