أين مقتنيات أحمد زكي؟.. من المسؤول عن اختفائها ومن يدفع الثمن؟ | تحقيق
في 47 شارع الحجاز الدور الثاني بالمهندسين.. هنا عاش أحمد زكي، بمجرد وصولي أول الشارع من منزل الإمبراطور وعلى بُعد عدة مترات شعرت برائحة أحمد زكي تفوح المكان، وكأن روحه هناك، رغم أنه لم يقض وقتا طويلا في هذه الشقة، إلا أنني بالفعل وجدت روح النمر الأسود تستقبلني.
التقيت بـ "البيه البواب" هذا الرجل الصعيدي، حامي الطباع، الغاضب مما حدث لـ أحمد زكي، ربما لا يعلم بمكانة الراحل الفنية، بل تعجب من التفريط في مقتنيات ميت، فلا يزال أهل الصعيد يحترمون حرمة الميت، ويصونون إرثه وممتلكاته الخاصة، حتى لو أصبح مجرد عضم في قفة مثلما يقال.. فهناك يحترمون الميت قبل الحي.
وها أنا أمام منزل أحمد زكي، أفتح القضية من جديد، وأبحث عن حق الميت، لكن عندما سألتُ عن مقتنيات الإمبراطور، رأيت نظرات الحزن تكسو الوجوه، فيضرب البواب كفا على كف ويردد متعجبًا: "يا أستاذة عايزة تصوري إيه أنتي؟.. شقة إيه اللي عايزة تدخليها دي بقت خرابة؟.. هتدخلي خرابة؟.. دول خدوا كل حاجة.. خلعوا التكييفات والنجف والمواسير كتر خيرهم إنهم سابوا الباب".
حاولت أشرح له وأوضح أن شقيقة الراحل تريد العثور على مقتنيات أخوها، لكن رد عليّ البيه البواب بلهجته الصعيدية: الدم خلاص برد والميت اتدفن.. كانت فين أخته وأهله؟.. جايين ليه دلوقتي؟
لم يقف الأمر عند هذا، بل سرد لي "البواب" واقعة تثبت مدى الجهل بمقتنيات الراحل، والكارثة التي تعرضت لها ممتلكات النمر الأسود قائلا: دول باعوا ترابيزة الفطار كان جايبها أحمد زكي بـ 40 ألف جنيه من بلاد بره، تعرفي يا أستاذة باعوا الاتنين بكام؟.. بـ 700 جنيه!
أين مقتنيات أحمد زكي؟
أخذت تصريحات البيه البواب، وتوجهت إلى مكتبي للحديث مع وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، وحينما هاتفته رد عليّ شخصًا يعلم جيدًا قيمة مقتنيات أحمد زكي، قائلا: المقتنيات عندي في الحفظ والصون، ورامي شقيق هيثم رفع قضية على الوزارة، يطالب برد المقتنيات، ولكي أبحث عن باقي المقتنيات لا بد من التنازل عن القضية أولًا.
وأضاف الوزير: أنا عندي واحد أهداني المقتنيات، ولم تُسلم على أساس أنها أمانة بل تم إهدائها للوزارة، والأزمة القائمة حاليًا بين أسرة أحمد زكي، ورامي شقيق هيثم هي شأن عائلي ليس للوزارة دخل به.
وبجانب تصريحات وزير الثقافة، أكد الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، أن النقابة ستتخذ موقفًا وتقدم اللازم للبحث عن مقتنيات أحمد زكي والحفاظ عليها من الضياع.
كل هذا يأتي بعدما استغاثت منى شقيقة أحمد زكي في تصريحاتها مع القاهرة 24، مطالبة الجهات المعنية بمساعدتها والوقوف معها للبحث عن مقتنيات الراحل، ووجهت عدة اتهامات للطرف الآخر بسرقتهم المقتنيات وتفريطهم فيها، قائلة: فين مقتنيات أحمد زكي؟ المقتنيات بتاعته مسروقة أو اتباعت، رامي أخو هيثم كان جاي يورث ويمشي، باع شقة المهندسين فاضية على البلاط، شالوا منها كل حاجة من كهربا ومايه وممكن يكونوا باعوا المقتنيات.. أنا بسأل حاجات أخويا راحت فين ومع مين؟
ومن باب حق الرد، حرص القاهرة 24 على التواصل مع الجهة الأخرى للتعليق على كل هذه الاتهامات، وذهبنا إلى المحامي بلال عبد الغني محامي رامي، شقيق هيثم أحمد زكي من والدته، وهناك قال المحامي: كل الأجهزة الكهربائية اتسلمت لوزارة الثقافة، منى كانت معانا وأنا بسلّم؟، الست اشترت شقة المهندسين فاضية، وأنا سلمت كل حاجة للوزارة لأني خفت عليها دي أمانة ومسئولية، ووقتها سلمتها كأمانة وليست كإهداء لأني وكيل عن رامي ولا يحق لي الإهداء، وباقي المقتنيات عندي وفيه جزء لا يزال موجودا في شقة الهرم.
أما بالنسبة لسؤال لماذا لم ترث شقيقات أحمد زكي هيثم، رد: عماته مجوش استلموا الجثمان، ورامي بركات الوحيد الذي يرث هيثم، وياخد تركته بالكامل باعتباره ميراث كلالة، وجدة هيثم تنازلت عن حقها في إرث أحمد زكي لنجله قبل وفاتها.. تنازلت عن ما يخصها في شقة الهرم والمهندسين.
وعلى كل حال يبقى الوضع كما هو عليه، ما بين صرخات شقيقة أحمد زكي، وعِناد وتجاهل رامي ومعاونيه، أصبحت المقتنيات محلك سر.. لا أحد يعلم عنها شيئًا، وكأنها ماتت ودُفنت بأسرارها مع الإمبراطور.