دراسة تحذر من اختفاء الأنهار الجليدية بنهاية القرن الـ21 بسبب انبعاثات الكربون
أظهرت نتائج دراسة حديثة، أجراها علماء من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، وجامعة بروكسل الحرة في بلجيكا، أن الأرض ستفقد أكثر من نصف أنهارها الجليدية بحلول عام 2100، بسبب تغيرات المناخ، حيث أصبح فقدان الأنهار الجليدية ملحوظا بسبب انبعاثات الكربون.
ووفقًا لما نشر في صحيفة ديلي ميل البريطانية، تعتبر الأنهار الجليدية واحدة من أهم السمات الطبيعية على كوكب الأرض، وتعكس هذه الأنهار الجليدية البطيئة الحركة، والتي يبلغ عمرها آلاف السنين، أشعة الشمس إلى الفضاء وتخزن المياه العذبة القيمة، لكن دراسة جديدة تحذر من أن أكثر من نصف الأنهار الجليدية في العالم قد تختفي بحلول نهاية هذا القرن بسبب تغير المناخ.
اختفاء الأنهار الجليدية بسبب تغيرات المناخ
وتوقع الباحثون القائمون على الدراسة، فقدان الأنهار الجليدية بسبب انبعاثات الكربون، وشملت دراستهم جميع الأنهار الجليدية في العالم، والتي يبلغ مجموعها حوالي 200 ألف نهر، وقد يختفي ما يصل إلى 54% من جميع الأنهار الجليدية، في حين قد يصل هذا الرقم في جبال الألب إلى نحو 75%.
وفي جميع أنحاء جبال الألب، توفر الأنهار الجليدية الجبلية المرتفعة فرصة التزلج على مدار العام لقضاء العطلات، ولكن تغير المناخ يغير هذا، ويأتي ذلك بعد أن اضطرت إيطاليا وسويسرا إلى إعادة رسم الحدود بينهما بسبب ذوبان الأنهار الجليدية، وأن الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم تتقلص بمعدل مثير للقلق.
وقال البروفيسور هاري زيكولاري، عالم الجليد في جامعة فريجي في بروكسل، تعتبر الأنهار الجليدية ذات أهمية كبيرة في العديد من أجزاء العالم، وبالتالي فإن التغيرات الجليدية تؤثر بشكل مباشر على مجتمعنا والبيئة الطبيعية، وعلى المستوى المحلي، يمكن أن تؤدي الأنهار الجليدية إلى مخاطر طبيعية، ولها قيمة سياحية مهمة، كما أنها تحدد إمدادات المياه المحلية، وإن أحد المخاوف الرئيسية هو تأثير ذوبان الأنهار الجليدية على ارتفاع مستويات سطح البحر، والذي بدوره يزيد من خطر فيضانات المدن والبلدات، وخاصة تلك الأقرب إلى الساحل.
ويؤدي فقدان الأنهار الجليدية أيضًا إلى استنزاف موارد المياه العذبة التي يعتمد عليها ملايين الأشخاص للحصول على مياه الشرب.
تأثير تغيرات المناخ على الأنهار الجليدية
وأضاف البروفيسور زيكولاري، إن إمدادات المياه من الأنهار الجليدية، ستؤثر على التنوع البيولوجي وتوافر المياه للصناعة والزراعة والأسر، ولكن هذا يعني أيضًا أن الأرض تتحول من اللون الأبيض الساطع إلى اللون الأخضر الباهت، مما يقلل انعكاس الكوكب وقدرته على عكس ضوء الشمس، وبدلًا من الجليد الأبيض شديد الانعكاس، فإن النبات والصخور المكشوفة لها انعكاس أقل، مما يعني أنها تمتص المزيد من الطاقة من الشمس بدلًا من الانعكاس، وهذا لا يؤدي إلا إلى زيادة خطر ارتفاع درجة حرارة الأرض، مما يؤدي إلى تفاقم تغير المناخ.
ما هي الأنهار الجليدية؟
ويعد النهر الجليدي تراكم للثلوج المضغوطة على مدى آلاف السنين، لتصبح جليدًا صلبًا، ومنذ الثورة الصناعية، تسببت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات المسببة للاحتباس الحراري في ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ونتيجة لذلك فإن معظم الأنهار الجليدية في العالم تذوب وتتقلص بسرعة، أو تختفي تماما، مع ارتفاع درجة حرارة المناخ.
وللتنبؤ بخسارة الأنهار الجليدية في المستقبل، نظر الباحثون إلى كتل الأنهار الجليدية التاريخية، وانبعاثات الكربون، وبيانات درجات الحرارة، وباستخدام النمذجة الحاسوبية، تمكنوا من التنبؤ بكيفية استمرار الأنهار الجليدية في فقدان كتلتها استجابة لتغير المناخ.