سلسلة غارات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء
استهدفت غارات ليلية إسرائيلية جديدة الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت ليل الجمعة السبت، بحسب وكالة فرانس برس والوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن "طيران العدو الإسرائيلي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت"، في حين سمع مراسلون لفرانس برس في قلب بيروت وبشرق العاصمة دوي ثلاثة انفجارات على الأقل.
وكانت سلسلة غارات إسرائيلية قد استهدفت الجمعة ضاحية بيروت الجنوبية وأطرافها عقب إنذارات وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء أبنية، يقع عدد منها في مناطق سكنية وتجارية مكتظة، في خضم استمرار المواجهة المفتوحة بين حزب الله والدولة العبرية منذ شهرين.
وإضافة إلى ضاحية بيروت الجنوبية التي تتعرض للقصف بانتظام، وجه الجيش الإسرائيلي خلال الليل إنذارات لإخلاء مناطق عدة في جنوب لبنان، حيث يقوم بعمليات توغل برية منذ 30 أيلول/سبتمبر.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الجمعة مقتل خمسة مسعفين من الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله جراء غارتين على جنوب البلاد.
في شرق لبنان، قضى مدير مستشفى دار الأمل وستة من العاملين في المؤسسة الطبية الواقعة قرب بعلبك في قصف جوي إسرائيلي على مقر إقامة المدير الواقع إلى جوار المستشفى، بحسب الوزارة.
يأتي ذلك بعد إعلان منظمة الصحة العالمية في وقت سابق الجمعة مقتل 226 عاملا صحيا في لبنان في الفترة الممتدة بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى 18 تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي وقت متأخر بعد الظهر، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بوقوع خمس غارات جديدة على الأقل، بينها غارتان "عنيفتان" على حيين في الضاحية الجنوبية ورد ذكرهما في إنذار الإخلاء الإسرائيلي.
كما اندلعت حرائق كبيرة بعد الضربات وانهارت بنايات عدة، حسب المصدر نفسه.
وكانت الوكالة قد أبلغت بالفعل عن غارات في الصباح وفي وقت مبكر من بعد الظهر استهدفت خمسة مبانٍ، اثنان منها يقعان على مشارف الضاحية الجنوبية لبيروت في منطقة الشياح التي لا تزال مكتظة بالسكان وتضم الكثير من مراكز التسوق، بعد إنذارات إخلاء إسرائيلية.
وتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو ملتقطا داخل مجمع تجاري على أطراف الضاحية الجنوبية لبيروت، يظهر روادا يسارعون للخروج على وقع نداء عبر مكبّر صوت لإخلاء المكان بسبب إنذار بغارة على مبنى قريب.
ولم تتمكن فرانس برس من التحقق من الفيديو.
والتقط مصور لفرانس برس صورا تظهر صاروخا لحظة اقترابه من مبنى، ثم انفجاره داخل الطبقات العليا التي انهارت تماما وتطاير الركام في محيطها.
وأثارت الإنذارات حالا من الهلع. فأفادت الوكالة الوطنية بحركة نزوح من منطقة عين الرمانة التي تقطنها غالبية مسيحية والمتاخمة للشياح.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أن مقاتلاته "أتمّت سلسلة من الضربات على مراكز قيادة" تابعة لحزب الله في معقله في ضاحية بيروت الجنوبية.
وشنت إسرائيل ضربات على مناطق عدة في جنوب لبنان بعد أوامر إخلاء للسكان شملت مبنى في مدينة صور الساحلية وبلدتين في محيطها.
وللمرة الأولى منذ بدء عملياتها البرية، توغّلت القوات الإسرائيلية في بلدة دير ميماس، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية، مشيرة الى أن "طائرة استطلاع معادية" حلقت فوق البلدة وهي "تطلب من المواطنين عدم الخروج من منازلهم".
وتقع دير ميماس التي نزح العدد الأكبر من سكانها المسيحيين منها على وقع التصعيد الإسرائيلي، على بعد 2،5 كيلومتر من أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل. وهي محاذية لبلدة كفركلا.
وأعلن حزب الله الجمعة استهدافه جنودا إسرائيليين عند مثلث دير ميماس وأطراف كفركلا "بقذائف المدفعية".
كما أعلن الحزب مساء أن مقاتليه يخوضون "اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع قوات جيش العدو الإسرائيلي في بلدة الجبين"، مشيرا إلى أن "الاشتباكات مستمرة".
ارتفعت وتيرة الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان منذ إنهاء المبعوث الأميركي آموس هوكستين زيارته بيروت الأربعاء، في إطار وساطة يتولاها للتوصل الى وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
وبعد تبادل القصف مع حزب الله لنحو عام، بدأت إسرائيل منذ 23 أيلول/سبتمبر حملة جوية واسعة تستهدف خصوصا معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب البلاد وشرقها.
وتحاول القوات الإسرائيلية التوغل على محاور عدة الى عدد من القرى والبلدات الحدودية، أبرزها بلدة الخيام حيث أعلن حزب الله مرارا استهداف تجمعات جنود على تخومها.
وأحصى لبنان مقتل 3640 شخصا على الأقل بنيران اسرائيلية منذ بدء حزب الله واسرائيل تبادل القصف في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على وقع الحرب في غزة.