إهمال متعمد.. السجون الإسرائيلية تعترف بإصابة ربع السجناء الفلسطينيين بالجرب
اعترفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإصابة ربع السجناء الإسرائيليين بالجرب، وذلك بعد التماس من منظمات حقوقية اتهمت مصلحة السجون بالإهمال المتعمد وتعذيب الأسرى بالمرض.
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم الاثنين، اعترفت مصلحة السجون الإسرائيلية بإصابة نحو ربع السجناء الفلسطينيين في سجون الاحتلال بمرض الجرب خلال الأشهر الأخيرة، ردا على التماس تقدمت به منظمات حقوقية.
وجاء في الالتماس الذي ستنظره المحكمة العليا اليوم الاثنين، أن مصلحة السجون لم تتخذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار المرض.
إهمال متعمد وقتل بالبطيء
وأقرت مصلحة السجون الإسرائيلية بأن تفشي الجرب أدى إلى إلغاء اجتماعات بعض السجناء مع محاميهم وتأجيل جلسات المحكمة.
ويأتي تفشي المرض وسط شكاوى السجناء من الرعاية الطبية غير الكافية بشكل عام والاكتظاظ غير العادي في السجون بسبب الحرب.
وقبل نحو 3 أسابيع، ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير في بيان مشترك، أن هناك انتشارا لمرض الجرب، المعروف بالسكايبوس، بين صفوف المعتقلين الفلسطينيين في سجن النقب الإسرائيلي.
وأوضحت المنظمتان أنه من بين 35 معتقلا تمت زيارتهم من قبل المحامين في الأيام الماضية، 25 منهم مصابون بمرض الجرب.
وأضاف البيان: جميع من تمت زيارتهم خرجوا للزيارة وهم معصوبو الأعين، ومقيدو الأطراف، وجميعهم تعرضوا لعمليات إذلال، وتنكيل، من خلال عملية سحب مهينة تتم بحقهم، وإجبارهم على الجلوس على ركبهم حتى الخروج من القسم.
وجاء في البيان أن هذه عينة صغيرة عن المئات من الأسرى المصابين، الذين يتعرضون لجرائم طبية ممنهجة، وعمليات تعذيب على مدار الساعة، من خلال استخدام إدارة السجون المرض أداة لتعذيبهم.
واستعرض البيان مجموعة من العوامل التي أدت الى انتشار مرض الجرب بين المعتقلين ومنها: قلة مواد التنظيف، عدم تمكن الأسرى من الاستحمام بشكل دائم، انعدام توفر ملابس نظيفة، فمعظم الأسرى لا يملكون إلا غيارا واحد، عدم وجود غسالات، حيث يضطر الأسرى لغسل الملابس على أيديهم.
وأضاف البيان: كما تمنعهم إدارة السجن من نشرها (الملابس) كي تجف لذلك تبقى رطبة، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في انتشار الأمراض الجلدية بين الأسرى، كما لا تستجيب إدارة السجن لمطالبات الأسرى المتكررة بتوفير العلاج أو حتى إخراجهم للعيادة.
وحذرت هيئة الأسرى ونادي الأسير في بيانهما المشترك من أن استمرار انتشار مرض الجرب-السكايبوس بين صفوف الأسرى، وتحديدًا المرضى سيكون سببًا في استشهاد أسرى داخل السجون، إلى جانب جملة الأسباب التي أدت إلى استشهاد العشرات من الأسرى والمعتقلين منذ بدء حرب الإبادة، وتحديدًا جراء عمليات التعذيب.
وتشير الإحصائيات الفلسطينية الرسمية إلى أن عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال بلغ أكثر من 10 آلاف و100 وذلك حتى بداية شهر أكتوبر 2024 منهم 94 أسيرة و270 طفلا.