كواليس وفاة الشاب المصري رامي الجمل في إيطاليا.. وإثارة الاحتجاجات والعنف
شهدت مدينة ميلانو الإيطالية حادثًا مروعًا أسفر عن وفاة الشاب المصري رامي الجمل، 19 عامًا، إثر حادث خلال مطاردة مع الشرطة في حي كورفيتو، جنوب المدينة.
الحادث المأساوي، الذي وقع أثناء مطاردة طويلة مع قوات الكارابينييري، أثار موجة من الاحتجاجات والاضطرابات العنيفة في المنطقة، حيث خرج المئات من أصدقاء وأقارب الفقيد للاحتجاج في الشوارع مطالبين بالعدالة.
تفاصيل وفاة رامي الجمل
في الساعات الأولى من يوم الأحد، كان رامي يستقل دراجة نارية بصحبة شاب تونسي آخر في منطقة كورفيتو، وحين حاولت الشرطة الإيطالية إيقافهما في حي فاريني، لم يلتزم الشابان وركبا الدراجة في محاولة للهرب، واستمرت المطاردة لمسافة طويلة عبر شوارع ميلانو، حيث قطع الشابان مسافة 8 كيلومترات في محاولة للهروب من الشرطة.
وأثناء المطاردة، فقد السائق التونسي السيطرة على الدراجة النارية في شارع ريپامونتي، ما أدى إلى سقوط رامي الجمل من على الدراجة واصطدامها بالحائط، وأسفر الحادث عن إصابته بجروح خطرة، ورغم محاولات الإنقاذ، تم إعلان وفاته في المستشفى بعد نقله من مكان الحادث.
الاحتجاجات والتوترات:
بعد الحادث، تجمع مئات من أصدقاء رامي وأقاربه في موقع الحادث، حيث أشعلوا الألعاب النارية وأغلقوا الشوارع احتجاجًا على الحادث، مطالبين بالكشف عن تفاصيل أكثر حول الحادث.
وادعى بعض المحتجين أن رامي لم يلق مصرعه بسبب سقوطه من الدراجة، بل نتيجة اصطدامه بسيارة الشرطة أثناء المطاردة، لكن التحقيقات الأولية لم تؤكد هذه الرواية، وتطور الوضع سريعًا إلى احتجاجات عنيفة في حي كورفيتو، حيث تم إضرام النار في صناديق القمامة وإلقاء زجاجات على قوات الأمن، كما أُضرمت الحرائق في بعض الممتلكات العامة مثل محطات الحافلات.
الحادث الثاني: دهس المحتجين:
وفي اليوم التالي، بينما كان أصدقاء رامي يحتجون في شارع ريپامونتي، وقع حادث آخر فاقم الوضع، سيارة دفع رباعي، يقودها شاب مصري آخر يبلغ من العمر 30 عامًا، دهست 4 من أصدقاء رامي أثناء احتجاجهم، وأسفر الحادث عن إصابة عدة أشخاص بينهم طفل يبلغ من العمر 14 عامًا تعرض لإصابات خطرة في ساقيه.
وتوجهت الشرطة على الفور إلى مكان الحادث وألقت القبض على السائق، الذي كان يقود السيارة بدون رخصة صالحة في إيطاليا، وتم احتجاز الرجل بتهم تتعلق بالقيادة بدون رخصة وترك مكان الحادث، كما أكدت الشرطة أن التحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث بشكل دقيق.
ردود فعل من الشرطة والشعب:
وسادت حالة من الغضب في حي كورفيتو، حيث يرى الكثيرون أن الحادثين لم يكونا مجرد حوادث مرورية عادية، بل كانا نتيجة لسوء التعامل مع الموقف من قبل الشرطة، خاصة في ظل التصعيد السريع للمواقف بعد الحادث الأول، ولا تزال التحقيقات جارية في الحادثين، في وقت تتصاعد فيه الدعوات للمطالبة بالعدالة والشفافية في التحقيقات.
وفي الختام وفاة الشاب رامي الجمل في ميلانو أصبحت نقطة تحول في حي كورفيتو، حيث تصاعدت الاحتجاجات والعنف ضد الشرطة بسبب الحادث، وبينما تواصل السلطات الإيطالية التحقيق في ملابسات الحادثين، يستمر الشارع في المطالبة بالكشف عن الحقيقة وراء وفاة الشاب، مما يجعل هذه القضية تثير جدلًا واسعًا في المجتمع المحلي.