غضب بإيطاليا بعد وفاة المصري رامي الجمل بميلانو.. تطورات قانونية جديدة وأسرته تعلق
كان يوم أمس، شاهدا على استمرار التوتر في حي كورفيتو في ميلانو الإيطالية لليوم الثالث على التوالي، بعد وفاة الشاب رامي الجمل البالغ من العمر 19 عامًا، إثر حادث وقع أثناء مطاردة مع قوات الكارابينييري في ليلة السبت 23 نوفمبر.
الحادث الذي أودى بحياة الشاب أثار موجة من الاحتجاجات العنيفة في المنطقة، مع إضرام النار في الشوارع ومواجهات مع الشرطة.
واقعة وفاة رامي الجمل
في الليلة بين السبت والأحد، كان رامي يقود دراجة نارية مع شاب تونسي آخر، عندما بدأت قوات الكارابينييري في مطاردتهما بسبب عدم التوقف عند نقطة تفتيش.
استمرت المطاردة عبر شوارع ميلانو، حتى فقد السائق التونسي السيطرة على الدراجة في شارع ريپامونتي، ما أدى إلى سقوط رامي واصطدامه بحائط، وتم نقله إلى المستشفى حيث تم إعلان وفاته لاحقًا.
الاحتجاجات في كورفيتو:
بعد الحادث، خرج مئات من سكان حي كورفيتو في مظاهرات غاضبة، حيث أشعلوا النيران في صناديق القمامة وألقوا الزجاجات على قوات الشرطة.
كما رفع المحتجون لافتات تطالب بالعدالة، مثل "العدالة لرامي" و"لا تدينوا بريئًا".
بعض الأصدقاء المقربين من رامي أكدوا أنهم لا يصدقون الرواية الرسمية للشرطة، مؤكدين أن من أضرموا النيران في الحي لم يكونوا هم، بل أشخاص جاءوا من خارج المنطقة.
في وقت لاحق، تمكنت الشرطة من السيطرة على الوضع، لكن التوترات كانت عالية حيث استمر المحتجون في إطلاق الألعاب النارية في الشوارع، ما دفع السلطات لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.
موقف العائلة والأصدقاء
أعرب يحيى الجمل والد رامي، عن استنكاره للعنف الذي اندلع في الحي، مشيرًا إلى أن عائلته ترفض العنف بكل أشكاله.
وقال: نحن في غربة في بلدنا الثاني، نثق في العدالة الإيطالية ونطالب فقط بمعرفة الحقيقة حول ما حدث لابننا، مضيفا أنه لا يسعى للانتقام، بل فقط لإيجاد الحقيقة.
من جهة أخرى، صرح أصدقاء رامي بأنهم يعتزمون تنظيم مسيرات سلمية في المستقبل، مؤكدين أنهم يسعون لإقامة جمعية تحمل اسم رامي تكريمًا لذكراه.
التحقيقات والتطورات القانونية:
في إطار التحقيقات، تم إدراج الشرطي الذي كان يقود سيارة الشرطة في المطاردة ضمن سجل المشتبه بهم بتهمة القتل غير العمد، بالإضافة إلى الشاب التونسي الذي كان يقود الدراجة النارية، كما تم تحديد موعد لتشريح جثة رامي يوم الجمعة 29 نوفمبر.
الشرطة والاحتجاجات المتواصلة
وبشأن التعامل مع الاحتجاجات، ألقت الشرطة القبض على الشاب مونتينيجري (21 عامًا) بتهمة المشاركة في أعمال شغب، مثل إشعال النيران وإلقاء الزجاجات، وكذلك مقاومة السلطات.
وتم نقله إلى السجن بعد التثبت من تورطه في الحوادث عبر مقاطع الفيديو الملتقطة، من كاميرات المراقبة.
ردود فعل المسؤولين
من جانبه، صرح جوزيبي سالا عمدة ميلانو، بأن المدينة ستظل محافظة على سياستها في استقبال المهاجرين، رغم الأحداث الأخيرة.
وأضاف أن المدينة تواجه تحديات تتعلق بالهجرة، لكن ذلك لا يجب أن يؤدي إلى العنف، مؤكدا أن جميع الحالات ستتم معالجتها من خلال الحوار والمشاركة المجتمعية.
مقتل الشاب رامي الجمل في حادث مروع مع الشرطة في ميلانو لم يكن مجرد حدث عابر، بل تحول إلى نقطة توتر في حي كورفيتو، الذي شهد مواجهات عنيفة واحتجاجات غاضبة.
وفي الوقت الذي تستمر فيه التحقيقات في الحادث، لا يزال الشارع يطالب بالكشف عن الحقيقة حول وفاة رامي، وسط دعوات للعدالة والشفافية في التعامل مع القضية.