مرصد الأزهر يرد على شبهة انتشار الإسلام بالسيف: دين دعوة ورحمة
في تعليق له على الشبهات التي يروج لها البعض حول انتشار الإسلام بالقوة والسيف، أوضح الدكتور مختار عبد الله، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن هذه الشبهات لا تستند إلى فَهْم صحيح للنصوص الدينية ولا تاريخ الإسلام.
مرصد الأزهر يرد على شبهة انتشار الإسلام بالسيف: الإسلام دين تعايش وسلام
وأكد الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، أن البعض يستدل بحديث نبوي شريف رواه الإمام البخاري، يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله"، ويُفَسَّر ذلك بشكل خاطئ على أنه دعوة للقتال ضد جميع الناس.
وقال إن فهم هذا الحديث يحتاج إلى توضيح دقيق، خاصة فيما يتعلق بكلمة "الناس" التي تم استخدامها في الحديث، وأن "الناس" في هذا السياق ليست عامة، بل تشير إلى فئة محددة من الكفار الذين رفضوا الإسلام ورسالة النبي صلى الله عليه وسلم، موضحا أن اللفظ نفسه "الناس" قد جاء في القرآن الكريم في سياقات متعددة يُفهم منها أنه لا يُقصد به جميع الناس، بل فئات معينة.
وأشار إلى أن لفظ "الناس" في الحديث الشريف يشمل الكفار الذين يرفضون الإيمان بالله ورسوله، وليس المسلمين الذين يشهدون شهادة التوحيد ويؤدون الصلاة والزكاة، كما أن المعاهدين والذميين الذين يعيشون في سلام مع المسلمين بموجب معاهدات أو اتفاقيات، لا يُقصد بهم في هذا الحديث.
وتابع: "الإسلام ليس دينًا يدعو إلى فرض الإيمان بالقوة أو السيف، بل هو دين دعوة ورحمة، ويشدد على حرية الاعتقاد والتعايش السلمي"، مؤكدا أن الحديث النبوي الشريف لا يتعارض مع المفاهيم الحديثة لحقوق الإنسان، حيث يتوافق مع المبادئ المعاصرة حول احترام حقوق الأفراد وحمايتهم، سواء في الدساتير الوطنية أو المواثيق الدولية.
وشدد على ضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الإسلام من خلال فهم النصوص في سياقها الصحيح بعيدًا عن التفسير المغلوط، مؤكدًا أن الإسلام دين السلام والتعايش المشترك بين جميع البشر.