بايدن ينقذ نجله ويتراجع عن وعوده.. قصة عفو رئاسي عن هانتر بايدن في جرائم عقوبتها 17 عامًا
لا يزال خبر إصدار الرئيس الأمريكي جو بايدن قرارًا بالعفو عن نجله هانتر بايدن يتصدر وسائل الإعلام الأمريكية والدولية، وسط انتقادات كثيرة للقرار الذي أنقذ نجله من قضاء 17 عامًا في السجن.
عفو رئاسي عن هانتر بايدن في جرائم عقوبتها 17 عامًا
وفي ذات السياق، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ليلة أمس، إصدار عفو عن نجله هانتر الذي يواجه تهمًا في قضية احتيال ضريبي قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 17 عامًا، بالإضافة إلى تهم بالإدلاء بتصريحات كاذبة أثناء شراء أسلحة وحيازة أسلحة نارية بشكل غير قانوني.
تفاصيل أزمة العفو عن نجل بايدن
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن قرار العفو جاء قبيل أسبوعين من موعد جلسة النطق بالحكم في 16 ديسمبر بشأن 9 تهم موجهة إليه في قضية الاحتيال الضريبي، التي يمكن أن تصل عقوبتها إلى السجن لمدة 17 عامًا، إضافة إلى غرامة مالية قدرها مليون دولار.
وقال بايدن في بيان أصدره البيت الأبيض: وقعت اليوم على عفو عن ابني هانتر. منذ اليوم الذي توليت فيه منصبي، قلت إنني لن أتدخل في عملية صنع القرار في وزارة العدل، وأوفيت بوعدي حتى عندما شاهدت ابني يتعرض للمحاكمة بشكل انتقائي وغير عادل.
وذكر البيان أن بايدن أصدر عفوًا كاملًا وغير مشروط عن الجرائم ضد الولايات المتحدة التي ارتكبها أو ربما ارتكبها أو شارك فيها نجله هانتر خلال الفترة من 1 يناير 2014 حتى 1 ديسمبر 2024.
وكان هانتر بايدن قد مثل في سبتمبر الماضي أمام المحكمة الفيدرالية في لوس أنجليس حيث قرأ عليه القاضي مارك سكارسي 9 تهم موجهة إليه، فأجاب المتهم بأنه مذنب بها جميعًا، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
وذكرت الصحيفة أن هانتر، البالغ من العمر 54 عامًا، متهم بعدم دفع ضرائب قدرها 1.4 مليون دولار على مدى العقد الماضي، وأنه صرف الأموال بدلًا من ذلك على رفاهيته والجنس والمخدرات.
وفي منتصف العام الحالي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه لن يعفو عن نجله هانتر الذي أدانته محكمة في الولايات المتحدة بحيازة سلاح ناري خلافًا للقانون. وفي مؤتمر صحفي في قمة مجموعة السبع في إيطاليا، قال بايدن ردًا على سؤال عمّا إذا كان يعتزم إصدار عفو عن نجله: كلا، لن أعفو عنه، مشيرًا أيضًا إلى أنه لن يخفف العقوبة التي سيصدرها القضاء بحق نجله.
وفي تصريحات سابقة العام الماضي، أوضح البيت الأبيض أن هانتر بايدن لن يحصل على عفو رئاسي في حال إدانته.
وكانت هيئة محلفين قد أدانت هانتر بايدن بتهم تتعلق بحيازته سلاحًا ناريًا خلافًا للقانون في 2018 عندما كان مدمِنًا على المخدرات، في إطار أول محاكمة في قضية جنائية تستهدف نجل رئيس أمريكي في منصبه. حينها، عبّر بايدن عن حبّه ودعمه لنجله في بيان صدر عن البيت الأبيض، وقال: أنا الرئيس ولكنني أيضًا أب.
وأضاف بايدن في تعليقه على قرار الإدانة: الكثير من العائلات التي لها أحباء عانوا من الإدمان تفهم الشعور بالفخر الذي ينتابك عندما ترى شخصًا تحبه يتجاوز الأمر ويكون بهذه القوة والصمود في تعافيه.
وشكلت تعاملات هانتر بايدن التجارية الخارجية المثيرة للجدل مع الصين وأوكرانيا، أساسًا لمحاولات الجمهوريين في الكونغرس لإطلاق إجراءات عزل بحق الرئيس، لكن لم تفضِ هذه الجهود إلى أي نتيجة.
تقارير تزعم تورط بايدن في عزل المدعي العام في أوكرانيا لمحاولة إنقاذ نجله من المحاكمة
وفي تفاصيل أكثر حول أزمة نجل بايدن، قالت صحيفة نيويورك تايمز إنه بين عامي 2014 و2019، وعندما كان والده نائبًا للرئيس باراك أوباما، انضم هانتر بايدن إلى مجلس إدارة شركة الغاز الأوكرانية بوريسما. وكان ترامب قد اتهم بايدن عندما كان نائبًا لأوباما بالسعي لإقالة كبير المدعين الأوكرانيين من أجل حماية الشركة ونجله من تحقيقات تتعلق بالفساد.
وفي السياق ذاته، أقر بايدن علنًا بأنه سعى لإقالة المدعي العام، لكن الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي سعيا أيضًا لإقالته، ليس بسبب التحقيق بحق بوريسما، ولكن بسبب عدم بذله جهودًا كافية ضد الفساد.
وفي عام 2019، أطلق الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي إجراءات بهدف عزل الرئيس دونالد ترامب بعد أن قال مخبر إن ترامب سعى للضغط على الرئيس الأوكراني كي يجري تحقيقًا يطال عائلة بايدن.
وبالفعل، وافق مجلس النواب ذو الغالبية الديمقراطية على بنود عزل ترامب بتهمة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، لكن مجلس الشيوخ برأه من التهمتين.
وفي 2020، أثارت صحيفة نيويورك بوست الجدل حول الاتهامات بحق هانتر بايدن بتقرير ذكر أنها حصلت على وثائق من جهاز حاسوب كان لنجل جو بايدن، أُحضر للتصليح في أبريل 2019 لكن لم يسترده أحد.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن رسائل إلكترونية وُجدت على الحاسوب أظهرت أن هانتر بايدن عرف والده بمستشار لدى شركة بوريسما للغاز، وهو فاديم بوجارسكي في 2015، وأن هذه الرسائل تناقض أقوال جو بايدن عن أنه لم يناقش أبدا مع ابنه أنشطته التجارية في الخارج.
ولفتت الصحيفة إلى أن صاحب المتجر سلّم الحاسوب لمكتب التحقيقات الفيدرالي بعد نسخ المحادثات والتسجيلات الموجودة عليه، وأعطى النسخة لرئيس بلدية نيويورك السابق رودي جولياني، فيما قال بايدن إن ذلك كله حملة تشويه تستهدف عائلته.