لماذا التثاؤب معدٍ وما علاقته بالخلايا العصبية المرآتية؟
ربما لاحظت أنه عندما يتثاءب شخص أمامك، فمن الصعب ألا تتثاءب أيضًا، وهذا ليس مجرد مصادفة، فهناك عالم مذهل وراء هذا السلوك.
الخلايا العصبية المرآتية
وفقًا لـ news18، تحدث أشياء كثيرة في الحياة دون أن نفهمها تمامًا، والتثاؤب هو أحد تلك الأفعال الغريبة، قد تعتقد أن التثاؤب مرتبط دائمًا بالتعب أو النعاس، لكنه في الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك بكثير، وفي الواقع، لا يرتبط التثاؤب دائمًا بالتعب، ولا هو بالضرورة علامة على الملل، وهناك سبب علمي وراء سبب قيامنا غالبًا بالتثاؤب عندما نرى الآخرين يفعلون نفس الشيء.
وفقًا لتقرير صادر عن جامعة برينستون، فإن التثاؤب مرتبط بتنظيم درجة حرارة المخ، فعندما ترتفع درجة حرارة المخ في أثناء النشاط العقلي، يساعد التثاؤب على تبريده واستقرار درجة حرارة الجسم، ومن المثير للاهتمام أن التثاؤب يميل إلى الحدوث بشكل متكرر في الشتاء، حيث يحتاج الجسم إلى المزيد من الأكسجين في الطقس البارد.
في دراسة أجريت عام 2004 في مستشفى ميونيخ الجامعي للطب النفسي، تم استكشاف كيفية انتشار التثاؤب بين الناس، ووجد الباحثون أن 50% من المشاركين البالغ عددهم 300 شخص بدأوا في التثاؤب بعد رؤية الآخرين يفعلون الشيء نفسه، ويُعتقد أن هذا السلوك المعدي ينشأ عن تنشيط نظام الخلايا العصبية المرآتية في الدماغ، والذي يشجعنا على تقليد الآخرين.
التثاؤب المعدي
ترتبط هذه الظاهرة بمفهوم يسمى التثاؤب المعدي، وهو شكل من أشكال التقليد الاجتماعي اللا واعٍ، وفيما يلي ما يفهمه الباحثون حول سبب ميلنا إلى التثاؤب عندما نرى الآخرين يتثاءبون:
الخلايا العصبية المرآتية: يعتقد العلماء أن الخلايا العصبية المرآتية في دماغنا تلعب دورًا رئيسيًا، وتنشط هذه الخلايا الدماغية المتخصصة عندما نقوم بعمل ما وعندما نلاحظ شخصًا آخر يقوم بنفس العمل، فعندما نرى شخصًا يتثاءب، تنشط هذه الخلايا العصبية، ما يخلق رغبة لا إرادية تقريبًا في التثاؤب.
التعاطف والترابط الاجتماعي: يُعتقد أن التثاؤب المعدي مرتبط بالتعاطف، وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات أعلى من التعاطف هم أكثر عرضة للإصابة بالتثاؤب من شخص آخر، وهذا يشير إلى أن التثاؤب قد يكون له غرض تطوري يتمثل في تعزيز الروابط الاجتماعية وتنسيق المجموعات.
العدوى العاطفية: كما يمكن أن تكون المشاعر معدية في مجموعة، يبدو أن التثاؤب هو شكل آخر من أشكال الانعكاس العاطفي أو السلوكي اللا واعٍ، فإنها طريقة خفية يتم بها توصيل أدمغتنا للتواصل والاستجابة للآخرين.
الإيحاء النفسي: إن مجرد التفكير في التثاؤب أو القراءة عنه قد يؤدي إلى تحفيز التثاؤب، وهو ما يوضح مدى قوة هذه الآلية النفسية، فمجرد الإيحاء بالتثاؤب قد يؤدي إلى تنشيط استجابتنا للتثاؤب.