زرع أقطاب كهربائية في المخ يعيد الأمل لمرضى الشلل النصفي |دراسة
كشف علماء عن استخدام تقنية التحفيز الدماغي العميق، لمساعدة مرضى الشلل الجزئي على المشي مجددًا، ما يمثل نقلة نوعية لمستخدمي الكراسي المتحركة، وذلك من خلال زرع الأقطاب الكهربائية في الدماغ.
زرع أقطاب كهربائية في منطقة الوطاء بالمخ
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أكد العلماء أن التقنية تعتمد على زرع أقطاب كهربائية في منطقة الوطاء الجانبي بالمخ، والتي تُنتج نبضات كهربائية تُحفز وظائف الحركة.
وأثبتت التجارب السريرية أن هذه الطريقة تُحسن بشكل ملحوظ من قدرة المرضى على المشي، بل وتمكنهم من صعود السلالم والوقوف دون مساعدة.
فيما أن التحفيز الدماغي العميق، الذي يُستخدم عادة لعلاج اضطرابات الحركة مثل مرض باركنسون، أظهر نتائج مدهشة عند تطبيقه على مرضى إصابات النخاع الشوكي، وعلى الرغم من أن المنطقة المستهدفة في الدماغ لا ترتبط عادةً بالتحكم الحركي، إلا أن الأبحاث أكدت دورها في تعزيز الحركة.
أبرز الحالات المشاركة في التجربة
ومن أبرز الحالات المشاركة في التجربة، ولفجانج جاغر، البالغ من العمر 54 عامًا من النمسا، والذي أصيب بشلل جزئي إثر حادث تزلج، بعد استخدامه للتقنية الجديدة، أصبح جاغر قادرًا على صعود ونزول السلالم والوقوف للوصول إلى الأشياء في منزله.
وقال جاغر: في البداية شعرت بفرق كبير، ومع التدريب المستمر، بدأت ألاحظ تطورًا في قوة العضلات، والآن أتمكن من المشي لمسافات أطول دون الحاجة إلى تشغيل التحفيز.
كما أكدوا العلماء أن التحفيز الدماغي العميق يساعد على إعادة تنظيم الألياف العصبية في الدماغ، مما يُعزز عملية التعافي، وتضمنت الدراسة التي أجراها فريق بحثي بقيادة الدكتور جوسلين بلوخ من مستشفى جامعة لوزان، تحسينًا واضحًا في درجات الحركة للمرضى بعد 6 أشهر من بدء العلاج.
تحفيز التعافي التدريجي
وأشارت الدراسة، المنشورة في مجلة Nature Medicine، إلى أن التقنية ليست مجرد وسيلة مساعدة، بل أداة فعالة لتحفيز التعافي التدريجي، مع تقليل الاعتماد على الكراسي المتحركة.
وبفضل هذه التقنية، يعيد المرضى اكتشاف قدراتهم واستقلاليتهم، ما يمنحهم أملًا جديدًا وفرصة لحياة أفضل، كما أن الأبحاث المستمرة تُبشر بآفاق أوسع لاستخدام التحفيز الدماغي العميق في علاج أمراض وإصابات أخرى تتعلق بالجهاز العصبي.