أزهرية: كفاية خراب بيوت وتشرد أطفال بسبب نصائح السوشيال
حذرت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، من اتباع نصائح السوشيال ميديا التي ساهمت بشكل كبير في تفكيك الأسر، مشيرة إلى أن الكثير من النصائح المتداولة على هذه المنصات تشجع على اتخاذ قرارات متسرعة مثل الطلاق أو الخلع دون التفكير في العواقب، لافتة إلى أن ما نراه اليوم من تزايد حالات الطلاق والخلع ليس مجرد ظاهرة اجتماعية، بل هو أزمة حقيقية تهدد استقرار الأسر المصرية وتؤدي إلى تشرد الأطفال.
أزهرية: كفاية خراب بيوت وتشرد أطفال بسبب نصائح السوشيال
وقالت أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، في تصريحات متلفزة: العديد من الأشخاص على السوشيال ميديا يقدمون نصائح حول العلاقات الزوجية قد تكون بعيدة عن الواقع، وتشجع على الحلول السريعة مثل الطلاق أو الخلع، مما يزيد من معدلات الطلاق، وفى الغالب يكون هؤلاء الأشخاص تسببوا فى خراب بيوتهم ويلصقون بأنفسهم خبير واستشاري ومستشار، وهم فى الأساس لم يفلحوا فى بناء بيتهم فكيف يقدمون نصائح لغيرهم، وللأسف كثيرون منهم يظهرون على الشاشات، فوسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في نشر ثقافات وسلوكيات تؤثر سلبًا على الحياة الزوجية.
وتابعت: كفاية خراب بيوت وتشرد أطفال! يجب أن ندرك أن القرارات السريعة والتأثر بالمؤثرات الخارجية، سواء من السوشيال ميديا أو من أي جهة أخرى، لا تساعد على حل المشاكل الزوجية بل قد تزيد الأمور تعقيدًا. فالمشاكل في العلاقات الزوجية يجب أن تُحل بالحوار والتفاهم، وليس بالانفصال أو اتخاذ قرارات متهورة.
وأوضحت أن الإسلام يركز على أهمية الحوار والتفاهم بين الزوجين، ويعتبر الاستقرار الأسري من المبادئ الأساسية لبناء مجتمع قوي. وقالت: "قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" [النساء: 19]، وهذا يدل على أهمية المعاملة الطيبة والاحترام المتبادل بين الزوجين، لافتة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف: " أيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ [أي من غير عذر شرعي أو سبب] فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ ؟"، هذا الحديث يُظهر أهمية الصبر على المشاكل الزوجية والتواصل الفعال مع الطرف الآخر لتحقيق استقرار الأسرة.
وشددت على أن المرأة الذكية هي التي تسعى للحفاظ على استقرار حياتها الزوجية وأسرها، وإن الحفاظ على البيت يتطلب الصبر والحكمة، وليس التسرع في اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى تفكيك الأسرة، لافتة إلى أن الزواج في الإسلام علاقة تقوم على التعاون والتفاهم بين الزوجين، وليس على الانتظار للحصول على النصائح السريعة التي قد تضر بالحياة الزوجية.
وأضافت أن المرأة الحكيمة هي التي تسعى دائمًا للتواصل مع زوجها، وتبحث عن الحلول الوسطية للمشاكل، وتحاول استعادة التوازن في المنزل بدلًا من اتخاذ قرارات مبنية على العواطف، مضيفة: "مفيش واحدة هتعامل زوجها حلو هيعاملها وحش، أو العكس، المعاملة الحلوة حتى لو من طرف واحد بتصلح الطرف الآخر".