علماء الفلك يحذرون: الأرض ليست مستعدة لمواجهة تهديدات الكويكبات القريبة
اصطدم كويكب هذا الأسبوع بالغلاف الجوي للأرض وانفجر على هيئة كرة نارية فوق منطقة سيبيريا، وفقًا لآخر التقارير الفلكية، حيث أثار هذا الحدث قلق علماء الفلك حول جاهزية البشرية لمواجهة الكويكبات التي قد تشكل تهديدًا حقيقيًا للأرض.
وبحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، منذ لحظة رصد وكالة ناسا للكويكب وحتى اصطدامه، لم يتبق أمام وكالات الفضاء سوى سبع ساعات فقط للتحرك، ولحسن الحظ كان الكويكب صغير الحجم، يبلغ عرضه 70 سم فقط، واحترق تمامًا عند دخوله الغلاف الجوي دون التسبب في أضرار تُذكر.
لكن بالنسبة لعالم الفلك فرانك مارشيس، المتخصص في معهد SETI ومؤسس شبكة UNISTELLAR، فإن هذا الحدث كان تحذيرًا حقيقيًا، وقال مارشيس: لو كان حجم الكويكب أكبر قليلًا، لكانت النتائج كارثية.
ثغرات في مراقبة السماء
رغم جهود وكالات كبرى مثل ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية في مراقبة الأجسام الفضائية القريبة من الأرض، فإن قلة الموارد البشرية والمالية تجعل من المستحيل تتبع جميع الصخور الفضائية.
ويؤكد مارشيس، أن الحل يكمن في إشراك علماء الفلك الهواة لسد الفجوات التي يعجز المحترفون عن تغطيتها، مضيفًا: مراقبة السماء من جميع أنحاء العالم تساعدنا في تتبع هذه الأجسام وتجنب الكوارث المحتملة.
تهديد قاتل في يوم عيد الميلاد
في ديسمبر 2004، رصد علماء الفلك كويكبًا يُعرف باسم 2004 MN4، وكان يبلغ قطره 400 متر، وهو حجم كافٍ لإحداث دمار واسع النطاق، حينها اعتقد العلماء أن الكويكب يتجه مباشرة نحو الأرض، وكان التحذير من اصطدام محتمل خلال أربع إلى سبع ساعات فقط، وقال مارشيس: لقد أصيب المجتمع العلمي بالذعر، لأننا لم نكن متأكدين من مصير الأرض لساعات طويلة.
لكن مع إعادة القياسات، تبين أن الكويكب مر بسلام بالقرب من الأرض، تاركًا العلماء يدركون مدى هشاشة كوكبنا أمام تهديدات الفضاء.
وأشارت الإحصائيات إلى أن الأرض تتعرض يوميًا لقصف بنحو 100 طن من المواد الفضائية الصغيرة التي تحترق في الغلاف الجوي، ومع ذلك تم رصد أكثر من 36.765 جسمًا قريبًا من الأرض، من بينها 11000 كويكب يزيد عرضها عن 140 مترًا و868 كويكبًا يتجاوز حجمها كيلو مترًا.
ومن بين هذه الأجسام، هناك 1714 كويكبًا مصنفًا ضمن قائمة المخاطر، ما يعني أن احتمالية اصطدامها بالأرض ما زالت قائمة، وفي العام الماضي فقط مرت صخرة فضائية تُعرف باسم 2019 OK بحجم 130 مترًا بسرعة فائقة على مسافة 72.500 كيلومتر من الأرض، وهي مسافة قريبة جدًا من الناحية الفلكية.
تهديد دائم يحتاج إلى تحرك عالمي
رغم صغر حجم بعض الكويكبات، فإنها تمتلك القدرة على إحداث دمار واسع النطاق إذا ما اخترقت الغلاف الجوي للأرض، ويطالب الخبراء مثل الدكتور فرانك مارشيس، بمزيد من الاستعدادات العالمية ومراقبة أكثر فعالية من أجل تحذير البشر قبل وقوع كارثة محققة.