لا أتركه قط حتى أذوق الموت
أقسم بالله العظيم، أن أكون جنديًا وفيًا لجمهورية مصر العربية، محافظًا على أمنها وسلامتها، حاميًا ومدفعًا عنها، في البر والبحر والجو، داخل وخارج الجمهورية، مطيعًا للأوامر العسكرية، ومنفذًا لأوامر قادتي، ومحافظًا على سلاحي، لا أتركه قط حتى أذوق الموت، والله على ما أقول شهيد.
هذا القسم الشريف ليس مجرد يمين ولاء لخريجي الكليات والمعاهد العسكرية المصرية ولكن أيضا هي العقيدة الراسخة للمقاتل المصري على مر العصور والأزمنة الذي يفضل الدفاع عن أرضه، أهله، شرفه وموقعه باستماتة حتى آخر نفس عن الانسحاب من أصغر جندي لأكبر قيادة عسكرية سواء أثناء الحروب أو خلال دحر وتطهير الإرهاب.
ولنا من الأمثلة ما يكفي لمجلدات لا حصر لا مثل واقعة الإسماعيلية، وهي الاشتباك المسلح الذي وقع في مدينة الإسماعيلية في 25 يناير 1952 في معركة غير متكافئة من حيث العتاد والأسلحة، ولكن رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية، وأسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن مقتل 56 شرطيًا وإصابة 73 بجروح.
واللواء الشهيد البطل نبيل فراج، مساعد مدير أمن الجيزة الأسبق، والذي استشهد برصاص عناصر إخوانية على مشارف مدينة كرداسة حيث ظل يقاوم حاملًا سلاحه، مصممًا على الوفاء بعهده والقسم.
أما الأسطورة العقيد أركان حرب المنسي أحدث القصص المؤثرة في وجدان كل المصريين عن كل معاني البطولة العسكرية والفداء الذي قاد العديد من العمليات العسكرية الناجحة ضد التنظيمات الإرهابية وتصدى مع رجاله لهجوم إرهابي مكثف رافضًا التنازل عن موقعه وتراب بلده والذي أظهر معه شجاعة وشرف وعقيدة العسكرية المصرية في النصر أو الشهادة.
ما يحاك من مؤامرات حولنا في المنطقة العربية لم تعد قصص أو وجهات نظر بل واقع يتحقق يومًا بعد يوم صارح بها الرئيس عبد الفتاح السيسي المصريين مرات عديدة بطرق مختلفة بشكل مستتر تارة وصريح تارة أخرى، ويتكشف لنا بمرور الوقت أن هناك من يتحمل الكثير دون الحديث ولكن يأتي بشكل أفعال لا يتفهمها البعض في وقته، ولكن بعد حين وهنا بالطبع نتحدث عن السنوات القليلة الماضية الذي اعتمد تسليح القوات المسلحة المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقاليد الحكم، على خطة تطوير شاملة ضمت كافة أفرع وأسلحة القوات المسلحة المصرية، وبخطوات غير مسبوقة، وفي تطور نوعي كبير على كافة المستويات، فيما تنوعت مصادر التسليح الجديدة.
لتأتي عبارة الرئيس السيسي في 14 سبتمبر 2019 خلال جلسة اسأل الرئيس خلال فعاليات المؤتمر الوطني الثامن للشباب عبرة وحكمة لما نشهده من أحداث في المنطقة العربية الآن وآخرها ما يحدث في الشقيقة سوريا وهي عبارة "العفي محدش يقدر ياكل لقمته"، كلمة رنانة تعبر عن واقع ورؤية تكشفت لنا الآن.
في تلك الأيام وما شاهدناه من أحداث في سوريا يجعلنا نقول الجيش المصري نعمة كبيرة فالجيش المصري وطني شريف لا يغدر ولا يخون بل يحمي ويصون منذ أن أنشئ كأول جيش نظامي في العالم عام 3400 ق.م إلى الآن وصفاته وعقيدته واحدة لا تتغير بالزمن لا يعرف الانسحاب النصر أو الشهادة.