بريطانيا تخطط لحظر زواج الأقارب.. ما القصة؟
كشفت بيانات حديثة المخاطر الصحية المرتبطة بـ زواج الأقارب، على الرغم من تصريحات هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية التي قللت من خطورته مقارنة بإنجاب الأطفال في سن متأخر. ويأتي ذلك بالتزامن مع طرح مقترح برلماني جديد لحظر زواج أبناء العمومة من الدرجة الأولى.
بريطانيا تخطط لحظر زواج الأقارب
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أكد ريتشارد هولدين، عضو البرلمان عن حزب المحافظين، أنه سيعرض مشروع قانون جديد غدًا ينص على حظر زواج أبناء العمومة في بريطانيا، بسبب تزايد معدل العيوب الخلقية لدى الأطفال الناتجين عن هذه الزيجات.
وأشار هولدين إلى أن الدراسات تؤكد أن الأطفال المولودين من هذه الزيجات يواجهون مخاطر مضاعفة للإصابة بالعيوب الخلقية مقارنة بالأطفال من والدين غير مرتبطين. وأضاف أن هذا النوع من الزواج يعزز الهياكل الاجتماعية السلبية ويحد من استقلالية النساء.
مخاطر صحية مثبتة
تشير الإحصائيات إلى أن خطر إصابة أطفال أبناء العمومة بحالات وراثية يتراوح بين 3% إلى 6%، وهو ضعف المعدل مقارنة بالأطفال من والدين غير مرتبطين. وتشمل المخاطر الصحية المحتملة:
العيوب الخلقية
التأخر في النمو
اضطرابات وراثية مزمنة
العمى وفقدان السمع
أمراض القلب والتليف الكيسي
انخفاض معدل الذكاء وتشوهات الأطراف
وتزداد هذه المخاطر بشكل أكبر في العائلات التي تمتلك تاريخًا سابقًا لزواج الأقارب.
زواج الأقارب في المجتمعات البريطانية
والجدير بالذكر أن هيئة الخدمات الصحية الوطنية أفادت بدراسات أجرتها بين عامي 2007 و2011 بأن زواج الأقارب يشكل 60% من الزيجات بين الباكستانيين البريطانيين في مدينة برادفورد، مقارنة بنسبة 1% فقط بين البريطانيين البيض.
وفي دراسة لاحقة بين عامي 2016 و2020، تراجع المعدل إلى 43% بين المجتمع نفسه، بينما يظل زواج الأقارب ممارسة شائعة ثقافيًا في بعض المجتمعات.
على المستوى العالمي، سجلت الدول التالية أعلى معدلات لزواج الأقارب:
باكستان: 65%
الهند: 55%
السعودية: 50%
أفغانستان: 40%
إيران: 30%
مصر وتركيا: 20%
وفي المقابل، تتراوح معدلات زواج الأقارب في المملكة المتحدة بين 1% إلى 4%، بينما تنخفض النسبة في الولايات المتحدة إلى أقل من 1%.
ويرى الخبراء أن المقترح الجديد قد يساهم في الحد من معدلات العيوب الخلقية لدى الأطفال، خاصة في المجتمعات التي تنتشر فيها هذه الممارسات. كما يهدف القانون إلى تسليط الضوء على المخاطر الصحية وتغيير المفاهيم المرتبطة بزواج الأقارب.
إلا أن الموضوع لا يزال مثيرًا للجدل، خاصة بين الذين يعتبرونه ممارسة ثقافية تقليدية.