رئيس الوزراء يلقي كلمة السيسي بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس “العمل الدولية” (صور)
شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الخميس، في الاحتفالية التي أقيمت بالقاهرة، تحت رعاية رئيس الجمهورية، بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس منظمة العمل الدولية، وذلك بحضور مسئولي المنظمة، وعدد من الوزراء والمحافظين، وسفراء الدول المختلفة.
وخلال الاحتفال، ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، التي وجهها بمناسبة هذه الاحتفالية، قال في بدايتها “يسعدني أن أتوجه بالتحية والتقدير لكل عامل وعاملة من الرجال والنساء حول العالم شارك في بناء حضارتنا الإنسانية المشتركة عبر التاريخ، فلولا جهودكم المضنية وتفانيكم في العمل ما كنا نَصل اليوم إلى هذه المرحلة المتقدمة من التطور الحضاري والإنساني”.
وأكد رئيس الجمهورية، في كلمته، التي ألقاها رئيس مجلس الوزراء، حرص الدولة المصرية على المشاركة في الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس منظمة العمل الدولية، مشيداً بدورها، باعتبار انها كانت وما زالت بمثابة صمام الأمان لحقوق العمال ببلدان العالم المختلفة، ومثالاً فريداً يجمع وعلى قدم المساواة بين الحكومات وأصحاب العمل والعمال في سياق واحد.
وأشار إلى أنه قد مر العامل في كافة أنحاء العالم وعلى مر العصور بمراحل مختلفة من التطور، حيث يعتبر خط الدفاع الأول والأخير في كل المجتمعات لمواجهة المخاطر التي تتعرض لها سواء بسبب الأوضاع الاقتصادية، أو الاجتماعية، وجاءت إسهاماته لإثراء الإنسانية والنهوض بها، موضحاً أن الطبقة العاملة وتنظيماتها النقابية بذلت جهوداً كبيرة على صعيد العمل والإنتاج الاقتصادي، والمشاركة الفاعلة والفعلية في التنمية البشرية، وهو ما كان له بالغ الأثر في بناء مجتمعاتنا بناء حضارياً مزدهراً تنامى فيه دور المرأة في كافة ميادين العمل ومشاركتها مع الرجل، ودفع إلى بناء ثقافة تكاملية جديدة ورؤية موحدة وجادة لتكافؤ الفرص في كافة ميادين العمل.
وقال رئيس الوزراء، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الرئيس: “أحدثكم اليوم من أمام أهرامات الجيزة، وهي أقدم مثال على ما يستطيع العامل المصري تحقيقه إذا ما عقد العزم على بناء حضارة بلده، وهو ما يواصله العمال المصريون بعزيمة وإصرار في وقتنا الحاضر لوضع البلاد على الدرب الصحيح نحو التقدم والرقي الذي تستحقه مصر، والذي يضمن للأجيال القادمة الحياة الكريمة والمُستقرة.
وأوضح أن العامل المِصري المعاصِر الذي قَام بحفرِ قناة السويس الثانية في وقت قياسي، ويصارع الزمن لبناء عاصمة إدارية جديدة بالتوازي مع تشييد عشرات المدن الجديدة والمشروعات في أنحاء الدولة المصرية، ويعمل على استصلاح وزراعة آلاف الأفدنة لمضاعفة الرقعة الزراعية ولبناء المصانع، كما شيد دور العبادة في أبهى صورها، إنما يأتي ذلك انعكاساً لإيمانه الراسخ بأن تقدم الأمم إنما يعتمد على الإخلاص والعمل الدؤوب، والتعايش والتكامل والاندماج، وهو بذلك يبرهن على جذورِ امتداده للعامل المصري الذي قَام ببناء أقدم حضارات البشرية جمعاء منذ آلاف السنين، والذي قام بشق قناة السويس لتصل البحر الأحمر والبحر المتوسط، والتي باتت بمثابة أهم ممر مائي في العالم يصل الشرق بالغرب.
وأضاف أنه في عالمنا الحاضر، بذل المصريون خلال السنوات الماضية جهوداً استثنائية للعبور ببلدهم إلى بر الأمان والاستقرار، وأظهر عمال مصر على وجه الخصوص حجم ما يتمتعون به من تفان وإخلاص وقدرة على العمل عندما تتاح لهم الظروف الملائمة للعمل والإنجاز.
وشددت كلمة الرئيس على أنه بفضل عمال مصر تشهد البلاد طفرة نوعية بالبنية الأساسية والتحتية، حيث تمكنا من الانتهاء من العديد من المشروعات القومية الضخمة في وقت قياسي، وهو ما كان محل التقدير والإعجاب داخل مصر وخارجها، مشيراً إلى أنه تم اتخاذ العديد من القرارات والإجراءات الاقتصادية الجذرية والصعبة، مضيفا: “لا يسعني هنا إلا الإشادة بعمال مصر وكفاحهم وتحملهم لعبء الإصلاح وحرصهم على توضيح صورة مصر أمام العالم بأننا شعب يتحمل مسئوليات جسام، ويتسم بالوعي والفهم العميق، ومستعد للتحمل من أجل وطنه وأسرته؛ لكي يبني مستقبلا أفضل وينشر الخير والنماء”.