الأربعاء 18 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

تفسير سورة الشمس للسعدي وأسرار القسم فيها بسبعة مخلوقات

تفسير سورة الشمس
دين وفتوى
تفسير سورة الشمس
الخميس 12/ديسمبر/2024 - 01:36 م

يهتم الكثير من المسلمين بمعرفة تفسير سورة الشمس، فلا يقتصر تفسير قصار السور على الأطفال فقط، بل هناك من الكبار أيضا ممن يجهلون معاني الآيات القرآنية ومقاصدها المضبوطة، ولذلك يجب البحث عن تفسير القرآن وخصوصا في الآيات التي يستعين بها المسلم يوميا في صلواته الخمس مثل سورة الشمس، فالتدبر عند تلاوة القرآن أمر واجب، بل وهو المقصود المطلوب وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، عملا بقول الله تعالى " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ".

 

تفسير سورة الشمس

قبل التطرق إلى تفسير سورة الشمس، يجب التنويه بأن سورة الشمس من السور المكية، وعدد آياتها 15 آية، وقد أقسم الله في سورة الشمس بسبعة من مخلوقاته، هي الشمس والقمر، والليل والنهار، والسماء والأرض، والنفس، وقد سميت هذه السورة باسم سورة الشمس حيث افتتاحها بالقسم بالشمس المنيرة.

 

وتتناول سورة الشمس قسم الله عز وجل بمخلوقاته الكونية، وبالنفس ودور الإنسان فيها بالتهذيب، كما ذكرت سورة الشمس، قصة قوم ثمود الذين كذبوا رسولهم سيدنا صالح عليه السلام، فطلبوا منه ناقة ضخمه وكثيرة اللبن، ويكون اللبن دافئا في الشتاء، وباردا في الصيف، فانشقت الصخرة، وخرجت منها الناقه بأمر الله، وأمرهم نبيهم صالح، ألا يمسوها بسوء، ولكنهم عتوا عن أمر ربهم وقتلوها بيد رجلًا منهم يدعى قدار بن سالف بن عارم.

سورة الشمس

 

وفي تفسير سورة الشمس، أقسم الله عز وجل بمخلوقاته العظيمة، ولكن قد يتساءل البعض ما وجه العظمة في النفس التي أقسم بها الله؟ وقد أوضح تفسير السعدي، تفسير الآية الكريمة " وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا" فقال، النفس آية كبيرة من آياته التي هي حقيقة بالإقسام بها، فإنها في غاية اللطف والخفة، سريعة التنقل والحركة والتغيير والتأثر والانفعالات النفسية من الهم، والإرادة والقصد والحب والبغض، وهي التي لولاها لكان البدن مجرد تمثال لا فائدة فيه، وتسويتها على هذا الوجه آية من آيات الله العظيمة.

 

وفي تفسير الآية الكريمة "فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا" علامة على إرادة الله سبحانه وتعالى بعبده الخير أو السوء، فقال المحمد بن كعب: إذا أراد الله عز وجل بعبده خيرا ألهمه الخير فعمل به، وإذا أراد به السوء، ألهمه الشر فعمل به، وذلك وفقا لما جاء في تفسير سورة الشمس للقرطبي.

 

وأما تفسير " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" ففي هذه الآية قد يتساءل الإنسان، كيف تفلح النفس البشرية؟ والمقصود، أي لقد فاز بكل مطلوب ونجا من كل مكروه من أنمي نفسه وأعلاها بالتقوى علما وعملا، ولقد خسر من نقصها وأخفاها بالفجور جهلا وفسوقا، وذلك وفقا لـ تفسير سورة الشمس لـ الألوسي.

تفسير سورة الشمس

 

والآية الخاصة بقصة قوم ثمود، " فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا " ففيها أضيف العقر للجميع مع أن الفاعل واحد؟ كما أوضحنا اسمه في الأعلى، ووفقا لتفسير القرطبي، فقد عقر الناقة الأشقى، ولكن جاء العقر بالجمع أي أضيف إلى الكل لأنهم رضوا بفعله، ونوضح لكم تفسير سورة الشمس للسعدي بمعاني كلمات سورة الشمس كالتالي:

  • وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا: قسم بالشمس إذا ظهرت في ضحاها.
  • وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا: قسم بالقمر المنير الذي يتلو الشمس بعد ما تغرب.
  • وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا: قسم بالنهار إذا جلى الشمس للكون.
  • وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا: قسم بالليل إذا غطى الشمس فأخفاها وسترها.
  • وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا: قسم بالسماء وبنائها المحكم، وسقفها المرفوع.
  • وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا: قسم بالأرض حيث بسطت كالفراش.
  • وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا: قسم بكل نفس خلقها الله في أحسن صورة.
  • فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا: أي بين لها طريق الحق والباطل.
  • قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا: أي فاز من طهرها من الذنوب ونزهها عن العيوب.
  • وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا: أي قد خسر من أخفاها في الخطايا.
  • كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا: كذبت ثمود رسولها صالح بعدما جاوزت الحد في العصيان.
  • إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا: أس قام شقي القبيلة وأضلها.
  • فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا: فقال لهم صالح: احذروا أن تمسوا الناقة بسوء، أو تتعرضوا لشربها، فإنها آية من آيات الله.
  • فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا: أي أنهم جحدوا رسالة الله وقتلوا ناقة الله فاستحقوا غضب الله.
  • وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا: والله لا يخاف عاقبة ما فعل بهم من عذاب فهو قدير لا يغالبه أحد.
سورة الشمس

 

تفسير سورة الشمس الشعراوي

وأما تفسير سورة الشمس للشعراوي ففيها من الأسرار الجميلة التي نوضحها وفقا للشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وسلسلته المسجلة في تفسير القرآن الكريم، حيث يؤكد الشعراوي أن العرب التفتوا إلى كون لله تعالى التفاتا دينيا آخر، التفتوا فوجدوا الشمس لا تتغير، بينما يتغير القمر في أطوار عديدة، ما جعلهم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الآية من سورة البقرة "يسألونك عن الأهلة" فأجابهم الله عز وجل بآياته الكونية التي أقسم بها في سورة الشمس، والتي قد لا يتسع العقل لفهمها وإدراكها.

 

وأضاف الشعراوي، في تفسير "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا"، مؤكدا أن النفس إذا التزمت بمنهج الله فهي مطمئنة، وإن كانت تتمرد وتتقلب فهي نفس لوامة تنصاع لشهواتها وبعد زوال اللذة تشعر بالندم، بينا الطائع لا يلوم نفسه، لأنه عندما يرى إشراقات وتنوير الطاعة في ذاته، يتمنى لو كان استزاد من الطاعة، ولذلك فمن يغلب نهج الله على شهوته اطمأن.

تابع مواقعنا