أزهري: النساء غير ممنوعات من البيع خلال خطبة الجمعة وصلاتها
تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، سؤالًا وجه إليه من إحدى السيدات مفاداه: كنت أبيع على باب المسجد والإمام يخطب فقال لي أحد الداخلين للصلاة: إن هذا حرام، فهل ما قاله صحيح؟
وقال الدكتور عطية لاشين، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: قال تعالى في القرآن الكريم: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، وروت كتب السنة عن السائب بن يزيد قال: كان النداء إذا صعد الإمام على المنبر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر، فلما كان عثمان كثر الناس فزاد النداء الثالث على الوزراء، متابعًا: إن كل عبادة لها حرم زماني قبلها وبعدها، وحرم الوقت ثوابه ثواب وقت العباد.
وتابع: فحرم الجمعة الاستعداد لها من غسل، وطيب، ارتداء أحسن الثياب وانظفه، وتجنب أكل كل ماله رائحة كريهة، والتبكير قبل دخول الوقت، وعلى قدر ما يكون التبكير يكون الأجر والثواب فمن بكر إلى الجمعة وذهب إليها في الساعة الأولى كان أجره من الله أكبر، وثوابه أعظم، وإذا ذهب في الساعة الثانية قل الأجر قليلا، وإذا كان ذهابه إلى الجمعة في الساعة الثالثة قل الأجر أيضا عن سابقه وهكذا فإذا ذهب في الساعة الخامسة كان ثوابه متناسبا مع هذا الوقت.
أزهري: النساء غير ممنوعات من البيع خلال خطبة الجمعة وصلاتها
وأكمل: لقد حرم الشرع العظيم مباشرة البيع والشراء إذا دخل وقت النداء الأول لصلاة الجمعة، وهو الذي يكون بين يدي الخطيب، قال الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع، موضحًا: ولا يقتصر التحريم على البيع والشراء فقط بل ذكر كأنموذج لكل ما يشغل المسلم عن الصلاة.
وأضاف: وهذا التحريم قاصر على من كان ممن تجب عليهم صلاة الجمعة من الرجال الأحرار الأصحاء المقيمين فأنا من لم يكن من أهل وجوب صلاة الجمعة، ولا يلزمه السعي إليها فلا يتناوله التحريم بأن كان من الرجال المسافرين غير المقيمين أو كان من المرضى، أو كان من النساء أو الصبيان فلا يكون الانشغال بكل ما يشغلهم عن صلاة الجمعة محرما عليهم! لأن الله عز وجل نهى عن البيع من كان مأمورا بالسعي لصلاة الجمعة، وهؤلاء ليسوا كذلك فلا يتناولهم السعي.
وأكد: وبناء على مسبق فإن الذي أنكر على المرأة مباشرة البيع ساعة خطبة الجمعة وصلاتها إنكاره لا محل له من الإعراب، وليس على إنكاره دليل لأن النهي عن البيع في ذلك الوقت لا يدخل فيه النساء لعدم وجوب السعي عليهن لصلاة الجمعة.
