هل أخذ مبلغ زيادة عند دفع المال عبر الفيزا ربا؟.. أزهري يجيب
تلقى الدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، سؤالًا ورد إليه نصه: أودعت مبلغًا من المال في مصلحة حكومية واستخرجت فيزا بسببه، وهناك من عليه التزامات مالية ولا يقبل الدفع إلا بفيزا، فهل أدفع له وأحصل منه أكثر مما دفعت؟ وما حكم ذلك شرعًا؟
وقال عطية لاشين عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:
قال تعالى في كتابه الكريم: (وأحل الله البيع وحرّم الربا، فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله) [البقرة: 275]، وروت كتب السنة عن سيدنا النبي: (إن الرجل ليقذف باللقمة الحرام في جوفه ما تُقبل منه عبادة أربعين يومًا).
وأوضح: إن المؤمن الحق مأمور بأن يطيب عيشه، أي يجعل عيشه حلالًا طيبًا لا شبهة فيه من الحرام، فإن كان كذلك رضي الله عنه وأرضاه، ولو اقتصرت عبادته على الحد الأدنى من الإسلام بتحقيق أركانه.
هل أخذ مبلغ زيادة عند دفع المال عبر الفيزاربا؟
وتابع: أما إذا لم يبالِ من أي مصدر يأكل، سواء من حرام أو من حلال، فإن أكله من الحرام يرد عليه عبادته، ولو كانت كثيرة كجبل تهامة.
وأكمل: قال الله تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا إني بما تعملون عليم) [المؤمنون: 51]، فقد قدّمت الآية الأكل من الحلال على عمل الصالحات والقيام بالعبادات، إذا كانت الزيادة التي يتقاضاها صاحب الفيزا بعد استرداد أصل ما دفع تقابل الخدمة الفيزية فقط، فإن ذلك حلال ولا بأس به، أما إذا زادت الزيادة على مقابل الخدمة، فهي ربا محرم، سواء استُردّ المبلغ المدفوع حالًا أو على أقساط، وذلك لأن هذه الزيادة تعدّ قرضًا جرّ نفعًا، وهو عين الربا الصريح الذي حرّمه الشرع الحكيم.