آيات فيها نزلت مرتين.. حقيقة فضل قراءة سورة البقرة لمدة 40 يومًا

يتداول البعض تجاربهم حول فضل قراءة سورة البقرة لمدة 40 يومًا، وكيف تمكنوا من قضاء حوائجهم بهذه الطريقة، ولكن هل ورد في السنة النبوية ما يدل على صحة هذا الأمر، وما هو الفضل العام لقراءة سورة البقرة؟، هذا ما نوضحه عبر القاهرة 24 في تقرير حول حقيقية ما قيل في فضل قراءة سورة البقرة لمدة 40 يوم.

فضل قراءة سورة البقرة لمدة 40 يوم

وأوضح الدكتور مجدى عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عدم وجود دليل على فضل قراءة سورة البقرة لمدة 40 يومًا بالتحديد، فتجوز قراءتها كل يوم، أو كل يومين، أو كل أسبوع مرة، فالإكثار من قراءتها والمداومة عليها، أمر مرغوب فيه، ومأجور عليه فاعله.

ونوه إلى أن فضل قراءة سورة البقرة لمدة 40 يومًا، لم يرد فيه حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتحدث عنه العلماء، كما قال بعض الفقهاء المحدثون أن تخصيص أي سورة من القرآن بفضل مرتبط بعدد معين بالقراءة وتخصيص لها حاجة معينة تحققها هو درب من الابتداع في الدين.

وشدد على أن قراءة سورة البقرة في المنزل تطرد الشياطين منه، وتلاوة سورة البقرة تحمي المؤمن من الشر وتكفيه السحر والعين، وجاء التخصيص بالفضل فيها الآيات في نهايتها.

فضل قراءة سورة البقرة

وقال الشيخ رمضان عبد الرازق، أمين دار الإفتاء المصرية، إن فضل قراءة سورة البقرة عظيم، وقد سُميت بهذا الاسم لذكر قصة بقرة بني إسرائيل فيها، والتي تبين عنادهم وجحودهم لنعم الله، وقد أطلق عليها أسماء أخرى مثل الزهراء، وفسطاط القرآن، وسنام القرآن، لكل اسم دلالة على أهميتها وفضلها.

وتعتبر سورة البقرة أطول سورة في القرآن الكريم، وتحتوي على العديد من الأحكام والشرائع. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على قراءتها، وذكر فضائل عظيمة لقراءتها، منها أنها ترد الشيطان وتبارك المنزل، وتكون شفيعًا لصاحبها يوم القيامة، كما أنها تحتوي على الكثير من الحكمة والعبر التي تدعو إلى التفكر والتدبر."

وأوضح في لقاء تلفزيوني، أنه لسورة البقرة عشرات الأسماء يخص منها أربعة تعكس فضل قراءة سورة البقرة:

1.  سورة البقرة: لأنها وردت فيها قصة بقرة بني إسرائيل وكيف كانت الأمم مجادلة مع ربها لدرجة تجاوز الحدود.
2.  سورة الزهراء: والشيء الزاهر هو الشيء المنير العظيم فهي التي تنير حياتنا.
3. فسطاط القرآن: والفسطاط أي المدينة والقيادة، لأنها هي تقود القرآن بنص حديث النبي صلى الله.
4.  سنام القرآن: لحديث النبي صلى الله عليه وسلم "لكل شيء سنام وسنام القرآن سورة البقرة" والسنام هو أعلى شيء ويقصد بذلك أنها أعلى شيء في القرآن، لأنها فيها الأمر بالجهاد، الذي هو سنام الإسلام.

وعلى الرغم من أنه لم يرد في فضل قراءة سورة البقرة لمدة 40 يوما حديث أو أثر، إلا أن الشيخ رمضان عبد الرازق شدد على ضرورة وأهمية قراءة سورة البقرة ولو صفحة كل يوم لما لها من 3 خواص لم ترد لغيرها وهي:

• فضل سورة البقرة بمفردها:

 سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه "لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة"  وفي رواية أخرى "اجعلوا لبيوتكم من صلاتكم نصيبا" فإن كنت تريد ألا يكون منزلك كالمقبرة فيه هم وغم ومشاكل فراقب هل تصلي فيه السنن وقيام الليل أم لا وهل تقرأ فيه القرآن أم تسمع فيه الأغاني؟.

ونوه إلى أن ذكر الله تعالى في المنزل يتنوع بين الأذكار من تسبيح واستغفار وغيره، والصلاة، وقراءة القرآن، وخاصة سورة البقرة.

• فضل سورة البقرة مع آل عمران: 

استنادًا لحديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به، تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ؛ قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ، بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما". 

وفي رواية أخرى "اقرَؤوا القُرآنَ؛ فإنَّه يَأتي شَفيعًا يومَ القيامةِ لصاحبِه، اقرَؤوا الزَّهراوَينِ: البَقرةَ وآلَ عِمرانَ؛ فإنَّهما يَأتِيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَيايتانِ، أو كأنَّهما غَمامتانِ، أو كأنَّهما فِرقانِ مِن طَيرٍ صَوافَّ يُحاجَّانِ عن أصحابِهما، اقرَؤوا سورةَ البَقرةِ؛ فإنَّ أخذَها بَركةٌ، وتَركَها حَسرةٌ، ولا تَستطيعُها البَطَلةُ".

• فضل سورة البقرة في آياتها الخاصة:

إذ تحتوي آية الكرسي، وهي أعظم آية في كتاب الله، لما جاء في حديث أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له "أتدري أيَّ آيةٍ في كتابِ اللَّهِ معكَ أعظَمَ ؟ قال: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ فضرب بيدِهِ في صدرِهِ وقال: لِيَهنِكَ العِلمُ أبا المِنذِرِ."

ونوه إلى أن هناك آيات نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم مرتين من ملكين، فالقرآن نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من سيدنا جبريل كاملا، إلا آية الكرسي والفاتحة، فقد نزلا مع ملك خاص بهما فقط.

ففي حديث عبد الله بن عباس: "بينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم عنده جبريلُ إذ سمِع نَقيضًا من فوقهِ، فرفعَ جبريلُ بصرَه إلى السماءِ فقال: هذا بابٌ فُتِح من السماءِ ما فُتِح قطُّ قال: فنزل منه ملَكٌ فأتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقال: أبشِرْ بنورَينِ أوتيتُهما لم يؤتَهُما نبيٌّ قبلكَ فاتحةِ الكتابِ وخواتيمِ سورةِ البقرةِ لن تَقرأَ حرفًا منهما إلَّا أُعطيتَهُ".

وحول فضل قراءة سورة البقرة، فند الشيخ رمضان عبد الرازق فوائد لم ترد إلا في سورة البقرة وهي:

• أطول سورة في القرآن وتضم أكبر قدر من أحكام الإسلام وفيها كل أركان الإسلام 
• ظلت تنزل 23 سنة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مدنية 
• فيها آخر آية في القرآن الكريم وهي "واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله" 
• فيها أطول آية في القرآن الكريم وهو سورة الدين
• أول سورة في القرآن الكريم تبدأ بالحروف المقطعة ووردت فيها قصة بقرة بني إسرائيل لم ترد في غيرها.